للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدليل ما جاء في الحديث الآخر الدال على أن العلة ليست منحصرة في المضاهاة بخلق الله بل هناك عله أخرى وهي خشية الرجوع إلى الوثنية وحماية العقيدة من الشرك وعبادة الصور والتماثيل وهو حديث أم حبيبة الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- (أولئِكَ إذا ماتَ منهمُ الرجلُ الصالحُ بَنوا على قبرِهِ مَسجداً ثمَّ صوَّروا فيه تلك الصُّورة، أولئِكَ شِرارُ الخَلقِ عندَ اللهِ) (١) هذه خلاصة لما قاله علماء العصر القائلون بجواز التصوير للإخوان والأقارب وغيرهم ممن يتصور للذكرى وتوضع الصور في إطار وتعلق في جدار الغرف والمكاتب ولذا رد عليهم المانعون من ذلك، أما إذا كان التصوير للشخص لمصلحة كالصور الصغيرة في المعاملات فلا مانع من عند الطرفين، وكذلك الصور المائعة الخليعة التي تؤخذ لبعض الفتيات الجميلات مما قد يثير غريزة الجنس الآخر من بني آدم ولا سيما الشباب فهي حرام عند الجميع، ومن أراد التوسع في الموضوع فليراجع فتوى مجلة المنار للعلامة محمد رشيد رضا، والحلال والحرام للقرضاوي، والرسائل التي ألفها بعض علماء العصر في حكم الإسلام في التصوير كالدكتور الصابوني، والشيخ الفوزان، والشيخ الألباني، وغيرهم، وهذه الرسائل الثلاث هي من مطبعة المدرسة السلفية وقد طبعتها مطبعة المدني بالقاهرة.

س: نشاهد بعض الناس يقتني كمية كبيرة من الصور الخليعة العارية، فما هو حكم الإسلام في هذا العمل؟ ثم هل يجوز أن تلتقط صور فوتغرافية للعروسين أثناء احتفالهما بهذه المناسبة أم أنه غير جائز؟

جـ: جميع ما ذكرته في سؤالك هذا من العادات التي غزتنا من الخارج والذي أصبح البعض منا يقلد الأجانب في هذه العادة السيئة التي تتنافى مع المروءة والعروبة والإسلام، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (٢) وحديث (لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا) (٣).

س: أريد أن أعمل مشروع (استوديو تصوير وتحميض الصور) وبعض الناس يقولون بأن التصوير حرام، فهل أقوم بفتح المشروع أم أنه حرام؟

جـ: لا مانع من ذلك.


(١) - صحيح البخاري: كتاب الجنائز: باب بناء المساجد على القبور. حديث رقم (١٣١٧) بلفظ (عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالت: لمَّا اشتكى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرتْ بعضُ نِسائِه كَنيسةً رأيْنَها بأرضِ الحَبشةِ يُقالُ لها ماريةُ، وكانتْ أُمُّ سَلمةَ وأُمُّ حَبيبةَ رضيَ اللهُ عنهما أتَتا أرضَ الحبشةِ فذَكرتا مِنْ حُسْنها وتَصاويرَ فيها، فَرفعَ رأْسَهُ فقال: أولئِكَ إذا ماتَ منهمُ الرجلُ الصالحُ بَنوا على قبرِهِ مَسجداً ثمَّ صوَّروا فيه تلك الصُّورة، أولئِكَ شِرارُ الخَلقِ عندَ اللهِ).
أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، والنسائي في المساجد، وأحمد في باقي مسند الأنصار.
أطراف الحديث: الصلاة، المناقب.
(٢) - سنن أبي داود: كتاب اللباس: باب في لبس الشهرة. حديث رقم (٣٥١٢) بلفظ (عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) قال عنه الألباني في صحيح أبي داود رقم (٤٠٣١) بأنه (حسن صحيح).
انفرد به.
لايوجد للحديث مكررات.
(٣) - سنن الترمذي: كتاب الاستئذان والأدب: باب ماجاء في كراهية الإشارة باليد في السلام. حديث رقم (٣٦١٩) بلفظ (عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الْإِشَارَةُ بِالْأَصَابِعِ، وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الْإِشَارَةُ بِالْأَكُفِّ) حسنه الألباني في صحيح الترمذي برقم (٢٦٩٥).
انفرد به.
لايوجد للحديث مكررات.

<<  <  ج: ص:  >  >>