للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توبتها فيجب عليه أن يطلقها إذا لم يلاعنها لأن الزانية لا ينكحها إلا زانٍ لقوله تعالى {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (١)، ولأن الذي يرضى بالفاحشة لزوجته أو أمه أو ابنته أو اخته أو قريبته يسمى ديوثاً، والدياثة من الكبائر، ومن أكثر الذنوب التي تدخل النار التساهل في معاصي الزنى المعبر عنها بلفظ (الفروج) في حديث (مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: التَّقْوَى وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَسُئِل، مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ؟ قَالَ: الْأَجْوَفَانِ الْفَمُ وَالْفَرْجُ) (٢).

س: جاء في كتاب الدراري المضيئة إذا أقرت المرأة كان عليها حد زنى المحصن إلا إذا كان هناك شبهة فما هي الشبهة؟

جـ: هي إدعاؤها أنها مكرهة، وإذا ظهرت أمارات الإكراه فيقبل ويدرأ عنها الحد لأنَّ الحدود تدرؤ بالشبهات.

[وجوب تعزير الديوث]

س: ما حكم الديوث؟

جـ: من ناحية الديانة هي معصية كبيرة من الكبائر، وأما من ناحية الشريعة فعند علماء الهادوية يستحق القتل فمن ثبت أنه ديوث يقتل عند الهادوية، وعند جمهور العلماء: يعزر تعزيراً ولا يقتل لأنه لم يرد حديث في الأمهات الست يدل على مشروعية قتله.

[معاني لفظ المحصنات في القرآن الكريم]

س: ما المراد بلفظة المحصنات الواردة في القرآن الكريم؟

جـ: هو لفظ مشترك يطلق على عدة معان يدل على المقصود منها السياق، استخدم لفظ المحصنات في القرآن الكريم بمعنى الآتي:

١ - المتزوجات: في قوله تعالى {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (٣). …

٢ - الحرائر: في قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (٤)

والتي في قوله تعالى {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} (٥) المراد به هنا الحرائر. …

٣ - العفيفات: في قوله تعالى {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} (٦).

٤ - العفيفات في قوله تعالى في سورة النور " {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ


(١) - النور: آية (٣)
(٢) - سنن ابن ماجة: كتاب الزهد: باب الذنوب. حديث رقم (٣٤٤٣) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: التَّقْوَى وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَسُئِل، مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ؟ قَالَ: الْأَجْوَفَانِ الْفَمُ وَالْفَرْجُ) حسنه الألباني في صحيح ابن ماجة بنفس الرقم.
أخرجه أحمد في مسند المكثرين.
(٣) - النساء: آية (٢٤)
(٤) - النساء: آية (٢٥)
(٥) النساء: آية (٢٥).
(٦) - النور: آية (٢٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>