للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو أدون عنده من الصحيح لكن هو مقبول فيكون حسن على اصطلاح المتأخرين، وممن حسن هذا الحديث ابن عابدين الحنفي، وممن صحح هذا الحديث الألباني حفظة الله، وفي كلام العلامة (محمدبن إسماعيل الأمير) في (منحة الغفار) ما يشعر بأنه حسن، وممن ذهب إلى تضعيف الحديث الترمذي والعقيلي وأبو بكر بن العربي المعاتني في (العارضة) والنووي في (شرح المهذب) والذهبي كما يظهر من كلامه في ترجمة موسى بن عبد العزيز في (الميزان) وابن حجر في (التلخيص) ومن الممكن اعتبار المقبلي ممن ضعف هذا الحديث حيث قال الأحوط تركها، وممن ذهب إلى القول بأن حديث صلاة التسبيح موضوع ابن الجوزي وابن تيمية وتلميذه ابن عبد الهادي والقزويني والشوكاني في (الفوائد المجموعة) وفي (تحفة الذاكرين) وفي (السيل الجرار) هذا، وممن توقف ولم يحكم على حديث صلاة التسبيح بالصحة أو الحسن أو الضعف أو الوضع الذهبي فيما رواه عنه الجلال في ضوء النهار خلافا لما يظهر من كلامه في ترجمة موسى بن عبدالعزيز في (الميزان) وقد ألف جماعة من العلماء في صلاة التسبيح رسائل خاصة منهم الدار قطني والخطيب البغدادي والصاغاني وأبو موسى المديني والسبكي وناصر الدين الدمشقي وابن حجر والسيوطي وابن طولون الدمشقي وعلوي السقاف وأحمد الغماري والدوسري وغيرهم.

[صلاة التهجد أفضل من صلاة التسبيح]

س: أيهما أفضل في الثلث الأخير من الليل صلاة القيام والتهجد بقرآءة القرآن أم صلاة التسبيح؟

جـ: التهجد بالصلاة ركعتين ركعتين أفضل من صلاة التسبيح، لأن التهجد وكثرة الصلاة في الليل مثنى مثنى متفق عليه بين العلماء، وقد دلت الأدلة الشرعية الصحيحة المتواترة عليه منها حديث (يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ) (١) وحديث (لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ: فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَر، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً) (٢)، وأما صلاة التسبيح فقد قال بعض المحدثين أنها صحيحة، وقال آخرون إنها حسنة، وآخرون قالو أنها ضعيفة، كما بالغ بعض الحفاظ وحكم عليها بأنها من الموضوعات، وما اتفق على مشروعيته أرجح مما فيه خلاف، هذا ما أراه والله أعلم بالصواب.

[لا أصل لمشروعية صلاة الفرقان في كتب السنة وحديثها موضوع]

س: أفتونا عن حكم صلاة الفرقان التي تؤدى بعد صلاة المغرب، هل هي مشروعة أم أنها غير مشروعة؟


(١) - صحيح البخاري: كتاب التهجد: باب كيف صلاة النبي صلى الله علبه وسلم، وكم كان يصلي من الليل. حديث رقم (١١٣٧) بلفظ (عن سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ).
أخرجه مسلم في صلاة المسافرين، والترمذي في الصلاة، والنسائي في قيام الليل وتطوع النهار، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في مسند المكثرين، ومالك في النداء للصلاة، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الصلاة، الجمعة.
(٢) - صحيح مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه. حديث رقم (١٢٨٤) بلفظ (عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ: فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَر، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً)

<<  <  ج: ص:  >  >>