للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحريم الرشوة في الشهادة العلمية وغيرها]

س: شخص أكمل الثانوية وأراد التقدم للجامعة ففوجئ بأن الجامعة لا تقبل إلا فوق معدله فطلب منه أحد الموظفين مبلغا مقابل قبوله ماذا عليه أن يفعل في مثل هذا الحالة؟

جـ: الظاهر أنها رشوة وأنها تزوير، والرشوة حرام بنص الحديث (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي).

[استحباب الاستمرار على العمل الصالح وكراهة التكاسل عنه]

س: ما حكم من يعمل عملا صالحا ويتركه تكاسلا أو يتركه من أجل الناس حتى لا يقولوا عنه مرائي وما نحوه؟

جـ: لا ينبغي التكاسل في الأعمال الصالحة أو لأجل قول الناس إلا لمسوغ وذلك إذا كان فعل العمل الصالح ينتج عنه فتنة لحديث (لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لَأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ وَأَلْزَقْتُهُ بِالْأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا، فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ) (١).

جواز سبِّ الإنسان لمن ظلمه

س: ما حكم سبِّ الظالم من المظلوم؟

جـ: لا مانع لمن ظلم أن يسبَّ ظالمه إن صح أنه ظلمه لقوله تعالى {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} (٢).

[الاسلام دين ودولة]

س: هل الإسلام يفصل الدين عن الدولة؟

جـ: إن الدين الإسلامي دين ودولة وبعبارة أخرى الدين الإسلامي هو عقيدة وشريعة ومعاملة وسياسة وأخلاق وإدارة، وما تمكن الصحابة والتابعون من فتح المدن والأقطار وإدخال الجم الغفير من الناس في الدين الاسلامي أو في الخضوع للمسلمين ولتسليم الجزية اليهم إلا بهذا الدين العظيم الجامع للعقيدة الصافية من أوساخ الوثنية والشرك، وللعبادة الخالصة لله تعالى، وللسلوك الحسن والعدل والأخلاق، ولولا أن الدين الإسلامي دين ودولة ما استطاع السلف الصالح قيادة الأمم على اختلاف اجناسها ولغاتها وعناصرها وديارها، وسياسة الشعوب على اختلاف عقائدها وقوانينها وأوضاعها، ولما خضع لدولتها الهنود والقبط والروم والفرس والبربر وغيرها من الأمم والشعوب التي دخلت تحت طاعة المسلمين الى حد أن الدولة الإسلامية في القرن الأول من الهجرة وصلت الى بلاد السند شرقا وإلى حدود فرنسا غربا، فهذا هو قول علماء المسلمين المحققين، أما غيره فهو قول المغفلين المقلدين لما يقوله رجال أوروبا من المستعمرين والمخربين.


(١) - صحيح البخاري: كتاب الحجـ: باب فضل بنيان مكة. حديث رقم (١٤٨٣) بلفظ (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لَأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ وَأَلْزَقْتُهُ بِالْأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا، فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ)
أخرجه مسلم في الحج، والترمذي في مناسك الحج، والنسائي في مناسك الحج، وأبوداود في المناسك، وابن ماجه في المناسك،
وأحمد في بافي ومن مسند الأنصار، والدارمي في المناسك.
معاني الألفاظ: حزر: قدر وخمن.
(٢) - النساء: آية (١٤٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>