س: سمعت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التلفزيون عن بعض العلماء يقولون فيه (إذا كثر البشر ونطق الحجر وطلع الكافر القمر واجتمع اليهود في أرض المحشر فترقبوا الساعة والساعة أدهى وأمر) والثاني: هل صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (شمت أخاك ولو كان خلف سبعة أبحر)؟
جـ: حديث (إذا كثر البشر ونطق الحجر إلى آخره) لم يوجد في كتب السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام لا بسند صحيح ولا بسند حسن ولا بسند ضعيف لا في الأمهات ولا في غيرها من السنن والمسندات والمعاجم والمستخرجات والمستدركات، وكذلك لم يوجد في الكتب التي اهتم مؤلفوها بجمع الأحاديث الدارجة على الألسن مثل كتاب (اللئآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة) للحافظ بن حجر العسقلاني و (المقاصد الحسنة في الأحاديث الدارجة على الألسنة) للحافظ (السيوطي) و (تمييز الطيب من الخبيث فيما يجري على السنة الناس من الحديث) للحافظ الديبع و (كشف الخفاء) و (رفع الإلباس في ما يجري من الأحاديث على السنة الناس) للحافظ (العجلوني) و (اسنى المطالب في الأحاديث المتداولة على الألسنة على المراتب) وكذلك أيضا لم أجده في (الجامع الصغير للسيوطي) ولا في (الفتح الكبير) للنبهاني ولا في (كنوز الحقائق) للمناوي ولا في غيرها من كتب الأحاديث الجامعة للأحاديث النبوية المرتبة على الحروف أو على الأبواب، ومن العجيب أنه لم يوجد في كتب الموضوعات مثل كتاب (ابن الجوزي) المسمى بـ (الموضوعات الكبرى) وكتاب (السيوطي) المسمى (اللئالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) وكتاب (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة) الذي ألفه الحافظ (علي بن محمد بن عراق الكناني) وكذلك لم يوجد هذا الحديث في كتاب (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) لشيخ الإسلام (الشوكاني) رحمهم الله جميعاً، كما أنه لم يوجد في الكتب التي ألفت في موضوع (أمارة يوم القيامة وفي أحاديث الفتن وقيام الساعة) فمن زعم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (إذا كثر البشر ونطق الحجر وطلع الكافر سطح القمر واجتمع اليهود في أرض المحشر فترقبوا الساعة والساعة أدهى وأمر) فعليه أن يوضح من روى هذا الحديث؟ ومن أخرجه؟ وفي أي كتاب يوجد هذا الحديث من الكتب التي جمعت الأحاديث الصحيحة والضعيفة؟ لأكون له من الشاكرين، على أنه قد ورد بعض فقرات هذا الحديث ولكن لم يرد هذا اللفظ في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما أذكر من كتب السنة.
والجواب على الحديث الثاني: الذي يأمر المسلم أن يشمِّت أخاه وإن كان خلف سبعة أبحر وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (شمت آخاك ولو كان خلف سبعة أبحر) غير موجود في كتب السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام لا في كتب الصحاح ولا في كتب الضعاف ولا في الأحاديث المنكرة ولا الموضوعة فمن زعم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (شمت أخاك ولو كان خلف سبعة أبحر) فعليه البرهان وبيان من روى هذا الحديث بهذا اللفظ ومن اخرجه لأكون له من الداعين بأن يجزيه الله خيراً، مع أنه قد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مشروعية تشميت العاطس أحاديث صحيحة ولكن ليس فيها كلها لفظ (ولو كان خلف سبعة أبحر) ابداً ولا جاء هذا اللفظ مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما جاء في كتاب (اللئالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) للسيوطي من كلام لبعض العلماء أنه قال (أوحي الله لنبيه داود بأن يشمت العاطس وإن كان خلف سبعة أبحر) ونسبه إلى كتاب نوادر الأصول للحكيم الترمذي، وهذا ليس بحديث نبوي مرفوع إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولا تكلم به ولا أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه بأن يشمت العاطس وإن كان خلف سبعة أبحر.
والخلاصة أنه إن كان المراد الاحتجاج على مشروعية تشميت العاطس فهناك حديث صحيح مشهور عند الناس