للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فتاوى حديثية]

س: ما معنى تربت يداك؟

جـ: هي كناية عن الفقر أي لصقت يداك بالتراب فصارت كلمة عادية.

س: هل صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو كما قال: (من تزوج امرأة لمالها فلا بارك الله له في مالها)

جـ: الحديث الذي أخرجه ابن حبان من حديث أنس مرفوعاً هو بلفظ: (من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلاً، ومن تزوج امرأة لمالها لم يزده الله إلا فقراً، ومن تزوج امرأة لحسبها لم يزده الله إلا دناءة، ومن تزوج امرأة لم يتزوج إلا ليغض بصره أو يحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها) قال ابن الجوزي (موضوع) لأن في سنده (عبد السلام ابن عبد القدوس) يروي الموضوعات و (عمر بن عثمان) متروك وأقره الشوكاني في الفوائد المجموعة ولكن قد تعقب ابن الجوزي (السيوطي) في اللآلئ المصنوعة وابن عراق في تنزيه الشريعة بـ (أن عبد السلام) من رجال ابن ماجة، وأن أبا حاتم ضعفه ولم يحكم عليه بأنه (وضَّاع) و (عمر بن عثمان) هو الحمصي وليس هو الكلالي والمشهور بالوضع هو الكلالي، وأما الحمصي فليس مجروحاً فيكون الحديث عند السيوطي وابن عراق (ضعيفاً) لا (موضوعاً).

والخلاصة:

الحديث وارد عن أنس مرفوعاً عند الديلمي بلفظ غير اللفظ الوارد في السؤال.

الحديث من قسم الأحاديث الضعيفة وليس بصحيح عند المحدثين ولا موضوع كما قال ابن الجوزي.

ابن الجوزي حكم بوضعه لأن في سنده (عبد السلام ابن عبد القدوس وعمر بن عثمان).

وأن السيوطي وابن عراق قد نقدا ابن الجوزي بأن عمر هذا هو الحمصي وأن عبد السلام (ضعيف) لا (وضَّاع).

س: ما معنى عبارة (فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا) (١) التي وردت في الحديث؟

جـ: أي أن تدوم العشرة بينكما لأنه إذا رأى المخطوبة وهي رأت الخاطب فهو أحرى لرضا كل منهما بالآخر، ولكن لا يجوز أن يخلو الخاطب بامرأة مخطوبة ولا أن يسافرا معاً لا في سيارة ولا في قطار ولا في غيرهما، وإنما ينظر إليها بحضور وليها، أما الاجتماع بالخطيبة والخلوة بها فهو حرام ولا يجوز أن يذهبا الحديقة معاً أو يختلي بها في أي مكان.

س: هل صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا استغنى الرجال بالرجال فانتظروا القيامة)؟

جـ: اعلم أنه قد جاء في حديث أنس مرفوعاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- (ذكر أشياء من أمارات الساعة منها إذا استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال فبشرهم بريح حمراء تخرج من قبل المشرق فيمسخ بعضهم ويخسف ببعضهم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) أخرجه الديلمي وجاء في حديث آخر أخرجه الطبراني أن من علامات الساعة وأشراطها أن يستغني الرجال بالرجال والنساء بالنساء واستغناء الرجال بالرجال كناية عن اللواط وهو ما يسمى


(١) - سنن الترمذي: كتاب النكاح: باب ما جاء في النظر إلى المخطوبة. حديث رقم (١٠٨٧) بلفظ (عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا) صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي بنفس الرقم.
أخرجه النسائي في النكاح، وابن ماجة في النكاح، وأحمد في أول مسند الكوفيين، والدارمي في النكاح.
معاني الألفاظ: أحرى: أجدر وأولى. يؤدم: يوفق ويؤلف والمراد المودة والمحبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>