للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير صحيح لوجوه:

أولاً: أن المسجد الوارد في القرآن لا أثر له في (أفسوس) لا فوق الكهف ولا بجواره بينما هو موجود في كهف الأردن وهو (السبع الدعائم) التي عثر عليها الأستاذ (ضبيان) بمساعدة مصلحة الآثار بدولة الأردن.

ثانياً: على إثر الحفريات التي أجريت في كهف (أفسوس) ظهرت فيه مئات المدافن وهي مبنية من الطوب، أما الكهف الذي أكتشف قرب عمان فقد ظهرت فيه ثمانية مدافن الثامن منها صغير لعله مدفن الكلب وهي منقورة في الصخر وهي بيزنطية أستدل على كونها بيزنطية بالزخرفة والنقوش التي عثر عليها.

ثالثاً: لا يوجد في كهف (أفسوس) أية نقوش أو كتابات تدل على أنه هو المقصود في حين أن جدران كهف (الرجيم) في مدينة عمان مليئة بالكتابات والنقوش والخطوط اليونانية والكوفية والثمودية.

رابعاً: تبين أن باب كهف (أفسوس) يقع في الشمال الشرقي فآية الشروق لا تنطبق عليه تماماً.

خامساً: لا توجد فجوة في كهف (أفسوس) في حين أنه عثر في كهف (الرجيم) على الفجوة المذكورة في القرآن الكريم {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} (١) أي في متسع من الكهف وهذا المتسع هو الآن في وسط هذا الكهف.

سادساً: أن تاريخ كنيسة (أفسوس) يرجع للقرن الأول الميلادي في حين أن المعبد أو المسجد الذي أقيم في الكهف على أثر استيقاظ أصحاب الكهف يرجع تاريخه إلى زمن الإمبراطور توجوش أي إلى القرن الخامس وهذا يتفق على وضع كهف (الرقيم) وقد عثر فيه على لحود لهذا الأمبراطور مع قطع من الفخار البيزنطي، وممن زار هذا الكهف وأيد ما قاله العلامة محمد (ضبيان) من علماء هذا العصر (أبو الأعلى المودودي) العلامة الباكستاني المعروف في رحلة قام بها في البلدان العربية عند أن زار الأردن في يناير عام (١٩٦٠ م) وكثيراً من المعالم الإسلامية في البلدان العربية وأخرج كتاباً عن هذه الرحلة التاريخية، وفيه فصل خاص عن (كهف أصحاب الكهف) ومن علماء باكستان المؤيدين لهذا القول الشيخ (محمد شفيع) مفتي باكستان السابق رحمه الله، وهكذا رجح هذا الرأي من علماء الإسلام (أبو الكلام أزاد) الزعيم الهندي المشهور وذلك في تفسيره الذي ألفه باللغة الأردية وترجم من الأردية إلى اللغة الإنجليزية، وهناك صحف ومجلات عربية وإسلامية اهتمت بنشر هذا الاكتشاف الهام المؤيد بالأدلة الدينية والتاريخية الدالة على إثبات ما كان يقوله المفسرون وبعض المؤرخين من أن كهف أصحاب الكهف في (أفسوس) بتركيا لا أصل له من الصحة، وأن الكهف الذي في الأردن هو الذي يتناسب مع النص القرآني الوارد في سورة الكهف الحاكية لقصة أصحاب الكهف والدالة على أن باب الكهف إلى الجهة الجنوبية وأن فيه فجوة وأن {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} (٢) ومهما يكن من الأمر فهذه الأدلة التي ذكرها العلامة (محمد تيسير ضبيان) وغيره من علماء هذا العصر الذين رجحوا في مقالاتهم ومؤلفاتهم أن الكهف المذكور في القرآن ليس هو كهف (أفسوس) وإنما هو كهف الأردن الذي اكتشف أخيراً إنما هي عندي قرائن وأمارات، أما أني أجزم بأن الكهف الذي ذكره الله في القرآن في سورة الكهف هو نفس الكهف الذي كان العثور عليه أخيراً في محل (الرجيم) على مسافة سبعة كيلومترات من مدينة عمان فإني لا أجزم به، ولا أحكم على هذا الكهف بأنه هو المذكور في القرآن، ولا أستطيع أقول أن الكهف المذكور في القرآن أنه الكهف المذكور على جهة الجزم لأن تفسير كلام الله على جهة الجزم لا يكون إلا بآية أخرى أو بحديث نبوي


(١) - الكهف: آية (١٧)
(٢) - الكهف: آية (٢١)

<<  <  ج: ص:  >  >>