متروك الحديث، وقال (يحيى) ليس بشيء وقال (ابن حبان) لا يجوز الاحتجاج به وقال (العقيلي) لا يتابعه على هذا الحديث إلا من هو مثله وفي الإسناد (داود ابن إبراهيم) قال (أبو حاتم الرازي) كان يكذب وقد اعترض (السيوطي) على (ابن الجوزي) في اللئاليء المصنوعة بأن داود لم ينفرد به وذكر لها طرقاً أخرى عند (الخرائطي) في مساوئ الأخلاق وقد أخرجه (البيهقي) في كتاب شعب الأيمان و (الطبراني) من حديث (عبدالله ابن أبي أوفى) بألفاظ مختلفة ولكن تلك الطرق الثلاث في سندها (فايد أبو الورقاء) وهو متروك قال عنه (العقيلي) لا يتابع عليه كما قال (السيوطي) نفسه بعد أن ذكر هذا الحديث.
والخلاصة: هي أن (ابن الجوزي) عده من الموضوعات لكون سنده فيه (داود بن إبراهيم) وهو كذاب ولكون فيه (فايد) وهو ممن لا يجوز الاحتجاج به، واعتراض (السيوطي) بأن له طرقاً أخرى ليس فيها (داود بن إبراهيم) لا تجعل الحديث حسناً لان الطرق الثلاث الخالية من داود فيها (فايد أبو الورقاء) وهو متروك الحديث كما قال (أحمد) وليس بشيء كما قال (يحيى) وممن لا يجوز الاحتجاج به كما قال (ابن حبان) وممن لا يتابعه إلا من كان مثله كما قال (العقيلي) ولهذا عده من الموضوعات من جاء بعد (السيوطي) ممن ألف في الموضوعات مثل (ابن طاهر الفتني الهندي) في تذكرة الموضوعات وغيره وقد بحثت عن تراجم (داود ابن إبراهيم) و (فايد أبو الورقاء) في كتب الرجال فوجدت جميع من ترجم لهما قد رما هما بالكذب أو بما يدل على جرحهما بما يقارب الكذب، قال الحافظ (عبدالرحمن بن أبي حاتم) في كتاب الجرح والتعديل ما لفظه (داود ابن إبراهيم) قاضي قزوين روى عن شعبة ووهيب روى عنه محمد بن أيوب سمعت أبي يقول (داود بن إبراهيم) هذا متروك الحديث كان يكذب، قدمت قزوين مع خالي فحمل إلى خالي مسنده فنظرت في أول مسند أبي بكر رضي الله عنه فوجدته إذا حدث عن شعبة كذب فتركته، وجهد خالي أن أكتب عنه شيئاً فلم تطاوعني نفسي ورددت الكتب عليه، وقال برهان الدين الحلبي في الكشف الحثيث فيمن رمى بوضع الحديث (داود بن إبراهيم) قاضي قزوين قال (أبو حاتم) متروك الحديث كان يكذب، قال (الذهبي) ومن مصائبه فذكر حديثاً ثم قال (فايد) هالك يعني (فايد بن عبدالرحمن) المذكور في سنده الحديث الذي ساقه غير أن قوله ومن مصائبه مع كونه متروكاً كذاباً قرينه أنه وضعه والله اعلم.
ولعل الحديث المذكور هو الحديث المسئول عنه لأن في سند هذا الحديث هذان الراويان (داود بن إبراهيم وفايد بن عبدالرحمن)، وقال (ابن حجر العسقلاني) في تقريب التهذيب (فايد بن عبدالرحمن الكوفي أبو الورقاء العطار) متروك اتهموه من صغار الخامسة بقي إلى حدود الستين، أما الحافظ (عبدالرحمن ابن أبي حاتم) فقد ترجمه في كتابه الجرح والتعديل ترجمة استوفى منها ذكر مشائخه وقال أخبرنا عبدالرحمن أخبرنا عبدالله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلىَّ قال سئل أبي عن (قايد أبي الورقا) فقال متروك الحديث أخبرنا عبدالرحمن قال قري علي العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو الورقا اسمه (فايد) ليس بثقة وليس بشيء، وحدثنا عبدالرحمن قال سمعت أبي وابا زرعه يقولون (فايد أبو الورقا) لا يشتغل به سمعت أبي يقول (فايد) ذاهب الحديث لا يكتب حديثه وكان عند مسلم بن إبراهيم عنه فكان لا يحدث عنه وكنا لا نسئل عنه وأحاديثه (عن ابن أبي أوفى) بواطيل لا تكاد ترى لها أصلاً كأنه لا يشبه حديث (ابن أبي أوفى) ولو أن رجلاً حلف أن عامة حديثه كذب لا يحنث،
وقد سبق هؤلاء (النسائي) حيث قال في كتابه الضعفاء والمتروكون (فايد أبو الورقاء) متروك الحديث وزاد المعلقان على الكتاب ما نصه قال (البخاري) عن أبي أوفى منكر الحديث تركه أحمد والناس وروي عباس عن يحيى ضعيف وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه، وقال (ابن طاهر) في قانون الموضوعات (فايد بن