للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَذَابَ الْحَرِيقِ} (١)

ومن جرائمهم كفروا بالله تعالى، وكذبوا رسله، وقتلوا الأنبياء والمصلحين، كما قال سبحانه {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (٢)، بل إنهم لا يتركون مصلحاً أو آمراً بالقسط إلا قتلوه وتآمروا عليه، كما أخبر الله عنهم، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (٣)، ولقد تآمروا على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهموا بقتله، ووضعوا له السم، وآذوه بأنواع الإيذاء في حياته، ولا يزالون يتطاولون عليه ويسيئون إليه بعد مماته -صلى الله عليه وسلم-، واليهود أشد الناس فساداً في الأرض، فهم يستبيحون الأمم الأخرى كما قال سبحانه {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٤)، وجرائم اليهود في حق الله تعالى وفي حق الأنبياء وإفسادهم في الأرض، وتحريفهم للتوراة وعداواتهم للأنبياء والمصلحين وغير ذلك من الجرائم لا تخفى على أحد ولا يزال اليهود متصفين بنقض العهد كما أخبر عنهم سبحانه بقوله {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} (٥) والمعلوم من تاريخ اليهود أنهم نقضوا العهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وتآمروا على قتاله مع المشركين والمنافقين ومعلوم حقدهم على الإسلام والمسلمين وحرصهم على بث الفرقة وإثارة الفتن بينهم، وهم يسعون اليوم لإقامة دولة اليهود الكبرى على أنقاض الدول العربية وفي أرضها!

لقد احتل اليهود أرض فلسطين بعد أن قتلوا أبناءها وأخرجوهم من ديارهم وسلبوا ممتلكاتهم وحاربوا العرب من أجل ذلك، واستعانوا بالقوى الدولية على تحقيق أهدافهم ولا يزالون يسعون لإقامة دولة اليهود الكبرى من النيل إلى الفرات ومن الإسكندرونة إلى المدينة المنورة وإلحاقها بفلسطين المحتلة، ويسعون في هذه الفترة مع من يعينهم من القوى الدولية لتحطيم مقومات العرب من دين وأخلاق وقوة واقتصاد وجيش وأمن ووحدة سياسية ويفرضون على العرب اليوم التسليم بكل ما فعلوا ضدهم وضد إخوانهم في فلسطين، ويطلبون منهم الرضا بالأمر الواقع واعتبار ذلك أمراً طبيعياً بينما هم لا يتوقفون عن تنفيذ بقية مخططاتهم المدمرة للعرب والمسلمين ومقوماتهم!

واليوم نسمع عن عودة هؤلاء اليهود إلى اليمن باسم الزيارة لأهليهم أو السياحة بعد أن نبذوا الجنسية اليمنية وخرجوا من البلاد خروجاً نهائياً، فخرجوا محاربين للجيوش العربية ومنها جيش اليمن ونحن نحذر من أن الهدف الحقيقي لهم هو إعادة استيطانهم في اليمن وتمكينهم من شراء الأراضي اليمنية والعقارات وادعاء الملكية وتشكيل أقلية يهودية تعيش تحت الحماية الأجنبية وتعرض اليمن لضغوط دولية إن لم يسلموا لها ولخططها الماكرة، كما يهدفون في هذه المرحلة إلى إعادة معابدهم وابتزاز ثروات اليمن والتملك في البلاد! وقياماً بواجب البيان الذي أخذ الله ميثاقه على العلماء ونصحاً للأمة وإبراء للذمة نفتي بما يلي:

أولاً: إن موالاة أعداء الإسلام محرَّم شرعاً وبخاصة هؤلاء اليهود لأنهم في حالة حرب مع العرب والمسلمين


(١) - آل عمران: آية (١٨١)
(٢) - البقرة: (٦١)
(٣) - آل عمران: (٢١)
(٤) - آل عمران: (٧٥)
(٥) - البقرة: (١٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>