للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما أهل القبور فهم بحاجه إلى الدعاء والاستغفار لهم.

س: ما حكم من نذر لقبور الخمسة أهل الكساء؟

جـ: هو من النذر للقبور وهو لا يجوز ولكن ينذر الناذر إن أراد في القرب مثل النذر للفقراء والمساكين أو لطلبة العلم أو للغرباء، أما الخمسة فهم لا يحتاجون النذر إلى قبورهم لأنه من باب النذر على الميت والنذر على الميت لا ينعقد.

س: ما قول علماء الإسلام في رجل زوج ابنته بخمسين ألف ريال ثم نذر بمبلغ وقدرة عشرون ألف ريال لابن علوان من أجل أن يشفي ابنته من المرض، فهل هذا حرام أم لا؟

جـ: اعلم بأن المغالاة في المهور حرام لأنه يودي إلى الفساد وقد سبق الجواب مني ومن غيري عدة مرات وقد جاء في كتب التاريخ الإسلامي أن الإمام الحافظ (سعيد بن المسيب) التابعي المشهور زوج ابنته وكانت أيضا عالمة بشاب فقير صالح كان يدرس الحديث النبوي الشريف في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند سعيد بن المسيب بثلاثة دراهم، كما حكى هذه القصة مفصلة ووصف الخطبة والزواج وصفاً شعرياً رائعاً مصطفى صادق الرافعي رحمه الله وذلك في كتابه المشهور المسمى (وحي القلم)، وأما النذر لقبور الأموات بقصد طلب شفاء ابنته المريضة من أصحاب القبور فهو حرام سواء كان الميت هو ابن علوان المقبور في (يفرس) أو المهدي المقبور في (الغراس) أو ابن عجيل المقبور في (بيت الفقيه) أو الجيلاني المقبور في (بغداد) أو الإمام الأعظم أبو حنيفة المقبور في (المحله) المعروفة بـ (الأعظمية) في (بغداد) أو الإمام الكاظم المقبور في (المحلة) المعروفة بـ (الكاظمية) في (بغداد) أو السيد احمد البدوي المقبور في (طنطا) أو المرسي أبو العباس المقبور في (الإسكندرية) أو السيدة زينب المقبورة في (القاهرة) أو الإمام علي الرضا ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق المقبور في (المشهد) بـ (خراسان) كل ذلك حرام شرعاً، ولا يجوز أبدا لأن الميت لا ينفع الحي ولا يغني عنه شيئاً، كما دلت عليه الأدلة الشرعية من الكتاب منها قوله تعالى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} (١) وقوله تعالى {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ … يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (٢٣) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٢) والسنة وإجماع السلف وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد الأولين والآخرين وحبيب رب العالمين وخاتم الأنبياء المرسلين قد قال وهو حي لابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها (وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا) (٣) فبالأولى والأحرى أن لا ينفعه ابن علوان أو غيره من أهل القبور.


(١) - الزمر: (٣٨)
(٢) - يسن: آية (٢٤، ٢٣)
(٣) - صحيح البخاري: كتاب تفسير القرآن: باب وأنذر عشيرتك الأقربين ألن جناحك. حديث رقم (٤٧٧١) بلفظ (عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا).
أخرجه مسلم في الأيمان، والترمذي في تفسير القرآن عن رسول الله، والنسائي في الوصايا، وأحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في الرقاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>