للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: ما حكم الإسلام في مشاهدة التلفزيون أثناء عرضه للأفلام غير المؤدبة التي قد تؤدي إلى سوء العواقب؟

جـ: فقد سبقت مني الإجابة مراراً والخلاصة: أن حكم التلفزيون يختلف بحسب الأفلام التي ستعرض فيه إن كانت هذه الأفلام تتضمن تلاوة الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الفتاوى الدينية أو المسائل الشرعية أو الحوادث التاريخية أو الأحاديث والأبحاث العلمية أو الروايات الرائعة التي تهدف إلى التربية والتعليم والتهذيب والتثقيف والإرشاد والتوجيه والتوعية والدعوة إلى مكارم الأخلاق، وكذلك الأفلام التي تري المشاهدين عالم الحيوانات أو عالم النبات وعالم البحار أو غيرها من الأشياء التي تعرف المشاهد ملكوت الله وعجائب المخلوقات في الأرض وغير ذلك مما تزيد الإنسان إيماناً بالله وتوسع دائرة معارفه وتنمي ملكته وتزيد في معلوماته فهذه كلها حلال غير حرام والنظر إليها جائز وغير محظور، وإن كانت هذه الأفلام من الأفلام الغير مؤدبة التي تحتوي على الصور الخليعة بمشاهدتها والتي تثير الغرائز الجنسية عند الشباب أو التي تحتوي على القصص التي يكون ضررها أعظم من نفعها فمشاهدتها غير جائزة لأن ما يؤدي إلى الفساد وإلى الانحلال فهو حرام.

س: أفتونا عن حكم الإسلام في التمثيل والممثلين ومن يقومون بهذه الأدوار التي تتخللها أعمال الميوعة؟

جـ: إن كان في الروايات التي تكون في التمثيل شيء من الحرام فهي حرام كمثل الروايات التي يكون فيها بعض الميوعة وتكون سبباً لإفساد الشباب لأن ما يستدعي الحرام حرام في ذاته، أما إ ذا لم يكن فيها شيء من الحرام بل فيها تهذيب للأخلاق وإحياء للتاريخ الإسلامي العظيم ولرجاله العظام فليس بحرام وذلك كمثل رواية فتح (سعد بن أبي وقاص) لبلاد العراق، وفتح (قتيبة بن مسلم الباهلي) لبلاد خراسان وبلاد ما وراء النهر، وفتح (طارق بن زياد) للأندلس وغيرها من الروايات العظام التي تشجع الشباب المسلم وتذكره بعظمة قادة الجيوش الإسلامية، وتنسيه ما يحكيه الفرنسيون عن نايليون وعن رجالات الغرب الصليبي.

س: هل مشاهدة التلفاز والاستماع إلى الفُتيا حرام أم لا؟

جـ: لا يقال عن التلفاز من حيث هو أيُّ شيء لأن التلفزيون عبارة عن آلة ترينا الصور لقراء يقرؤون القرآن أو للعلماء الذين يحاضرون بالمحاضرات الدينية أو الفتاوى الشرعية أو مختلف فنون العلوم الحديثة النافعة أو أيِّ شيء نافع فهذه الصور جائز مشاهدتها، أما إذا كانت تلك الصور لأفلام خليعة أو أغاني ماجنة أو للصور العارية أو للروايات الغرامية أو لنحو ذلك من الأفلام التي لا تفيد الشباب بل تفسدهم فهذه الأفلام محرمة كمالا يخفى على كل ذي ذوق سليم.

س: هل مشاهدة الأغاني العاطفية من الفيديو أو التلفزيون والإستماع إليها جائز أم أنه غير جائز؟

جـ: حكم التلفاز والفيديو حكم أيِّ كتاب من الكتب التي ألفت عبر القرون على اختلافها، فإن كانت الأفلام محتوية على أشياء تفسد أخلاق الناس ولا سيما الشباب من البنات والبنين فهي حرام لأن أيَّ شيء يؤدي إلى الحرام فهو حرام، وإن كانت محتوية على الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الروايات الحماسية أو الفنون الطبية أو الفوائد الدينية فليست بحرام، ومثلها مثل الكتب فما كان من الكتب محتوياً على السحر أو الشعوذة أو الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقراءتها حرام، وكذلك ما كان منها محتوياً على الكلام المائع والأدب المفضوح فالمطالعة فيها حرام أيضا، والعكس إذا كانت الكتب محتوية على المسائل الشرعية أو الدينية أو العربية أو الطبية أو غيرها من المسائل التي تنفع المطلع في دينه أو دنياه فالمطالعة فيها حلال، وقد يكون الإطلاع عليها مندوباً في بعض الأحيان وواجباً في بعض الأحيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>