للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبدعة: هي ما ليس لها أصل في الشرع، وقدجاء في الحديث (وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) (١).

س: ما قول علماء الإسلام في ترجمة القرآن من العربية إلى الأجنبية، وقد سمعنا بأن معاني القرآن ترجمت إلى الفرنسية والأمريكية، فهل ترجمة القرآن جائز أم لا؟

جـ: قد اختلفت أنضار علماء الشريعة الإسلامية في ترجمة القرآن إلى الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرهما من لغات العالم، فمنهم من جوز ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الأجنبية، ومنهم من لم يجوز ذلك، فالذين جوزوا الترجمة نظروا إلى أن القرآن قد أحتوى على عبر وعظات وأكثر أمم العالم لا يفقه العربية ولا يفقه هذه العبر والعظات والأمثال ومحصور فهمها على من كان عربياً، أما من كان أجنبياً فيحرم من هذه الأحكام والعقائد إذا لم تترجم هذه العقائد إلى اللغة الأجنبية ولذلك جوزوا ترجمة معاني القرآن إلى جميع لغات العالم، ولا تكون الفائدة محصورة على العرب وحدهم ولذلك جوزوا ترجمة معاني القرآن، أما الذين لم يجوزوا ترجمة معاني القرآن إلى اللغات الأجنبية نظروا إلى أن القرآن قد احتوى على قدر كبير من البلاغة وفي كل آية حد كبير من البلاغة بحيث لا يستطيع ترجمة ذلك إلى اللغة الأجنبية ولا يجد المترجم إلى اللغة الأجنبية ما يساعده من الكلمات التي تخرج من اللغة العربية إلى غيرها من اللغات أبداً ولا سيما وأن علماء التفسير لا زالوا يستخرجون معاني القرآن ووصاياه من عهد الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا، فالزمخشري يأتي بنكات لم يأتي بها الطبري، ويأتي البازري بآراء ما لا يتعرض لها الزمخشري، والشيخ محمد عبده يبدي عبراً لم يذكرها ابن كثير ولا البيضاوي، وبناء عليه فإن مترجم القرآن لا يستطيع ترجمة الآيات القرآنية مراعياً للنكات البيانية والأساليب البلاغية ويضطر إلى أن يترجم الآيات بحسب ما ظهر له من المعاني ولا يعرج على المعاني والنتائج التي قد استخرجها علماء التفسير عبر القرون، وهناك من حاول الجمع بين الغرض الذي من أجله جوز الأولون ترجمه القرآن إلى اللغات الأجنبية والغرض الذي من أجله لم يجوز الآخرون ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية فيحسن أن يلخص من القرآن الكريم كتاب يحوي أهم الأحكام الشرعية الواردة في القرآن الكريم، كتاب يحوي أهم المغازي القرآنية من عقائد وأحكام ومعاملات وعبر وعضات ومكارم الأخلاق بأحسن أسلوب هذا الملخص العربي إلى اللغات الأجنبية ليعرفه العالم بأجمعه ثم يترجم إلى اللغات الأجنبية ونكون بهذا الرأي قد جمعنا بين الرأيين ونشرنا عقائد الإسلام وحافظنا على نصوصه.

س: أفيدونا في قولهم (يؤجر المرء على رغم أنفه)؟

جـ: قد ورد في بعض الكتب ولكن لم يرفع إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أنه قد ورد في الحديث الصحيح المرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو حديث (عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ) (٢) المراد بأنهم قوم دخلوا الإسلام مكرهين


(١) صحيح مسلم: كتاب الجمعة: باب تخفيف الصلاة والخطبة. حديث رقم (١٤٣٥) بلفظ (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ، وَيَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَيَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ).
أخرجه النسائي في صلاة العيدين، وأبو داود في الخراج والإمارة والفيء، وابن ماجة في المقدمة، الأحكام، وأحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في المقدمة.
(٢) صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير: باب الأسارى في السلاسل. حديث رقم (٢٧٨٨) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ).
أخرجه ابن ماجة في الجهاد، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
أطراف الحديث: تفسير القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>