للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: نشاهد كثيرا من الناس يقومون بصلاة العصر بعد صلاة الظهر بنصف ساعة ولم يدخل وقت العصر فهل هذا مشروع من دون أيِّ سبب شرعي؟ وهل هذا جائز؟

جـ: الذين يصلون العصر قبل دخول وقت العصر بغيرعذر يخالفون المذهب الهادوي حيث أن علمائهم لم يجوزوا لمن كان في الحضر أن يجمع بين الصلاتين إلا إذا كان مشغولا بطاعة أو بمباح ينقصه التوقيت كما في الأزهار، كما هو مخالف لمذهب الجمهور الذين لا يجوزون الجمع إلا في المطر أو السفر والأحوط أن لا يصلي أحد العصر إلا بعد دخول وقته لحديث (الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْر، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ) (١) وفي رواية (مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) (٢).

آخر وقت المغرب ذهاب الشفق الأحمر

س: بعض الناس يؤذن للعشاء بعد أذان المعرب بنصف ساعة فقط، أفتونا جزاكم الله خيرا؟

جـ: اعلم أن ذهاب وقت المغرب ودخول وقت صلاة العشاء هو غياب الشفق الأحمر لحديث (وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ) (٣) ويستمر ساعة أو خمسين دقيقة تقديرا فالمدار على ذهاب الشفق الأحمر فمتى ذهب دخل وقت صلاة العشاء لاعبرة بالساعة أو نصفها أو ثلثيها فمن أذن العشاء ولم يبق للشفق الأحمر أثر فقد أذن الأذان الشرعي، ومن أذن العشاء وآثار الشفق الأحمر لا زالت موجودة في السماء ولم تذهب الحمرة فقد أذن قبل دخول وقت صلاة العشاء الذي حدده النبي صلى الله عليه سلم.

س: هل دخول وقت صلاة العشاء هو غياب الشفق الأحمر أم يتحدد بوقت معين؟

جـ: عقيب غيابه.

آخر وقت صلاة العشاء قبيل نهاية النصف الأول من الليل الشرعي

س: بعض الناس يؤخرون صلاة العشاء مع صلاة التراويح في شهر رمضان الكريم إلى الساعة الثانية عشر ليلا، فهل هذا الوقت داخل في النصف الأول من الليل؟

جـ: لا، لأن التوقيت الشرعي غير توقيت الإذاعة، فالليل الشرعي يبدأ من أذان المغرب حتى أذان الفجر ويقسم الليل الشرعي نصفين وينتهي وقت صلاة العشاء قبيل نهاية النصف الأول من الليل الشرعي لحديث (أَخَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ: قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنَامُوا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلَاةٍ


(١) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما برقم (٥٥٢).
(٢) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أبي المليح رضي الله عنه برقم (٥٥٣).
(٣) - سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب في المواقيت. حديث رقم (٣٩٣) بلفظ: (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ، فَصَلَّى بِيَ الظُّهْرَ حِينَ زَالَتْ الشَّمْسُ وَكَانَتْ قَدْرَ الشِّرَاكِ، وَصَلَّى بِيَ الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ، وَصَلَّى بِيَ يَعْنِي الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى بِيَ الْفَجْرَ حِينَ حَرُمَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ عَلَى الصَّائِمِ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ صَلَّى بِيَ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ، وَصَلَّى بِي الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَيْهِ، وَصَلَّى بِيَ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَصَلَّى بِيَ الْفَجْرَ فَأَسْفَر، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ، وَالْوَقْتُ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ) قال عنه الالباني في صحيح أبي داود (حسن صحيح)
أخرجه الترمذي في الصلاة، وأحمد في ومن مسند بني هاشم.
معاني الالفاظ: زالت الشمس: مالت عن وسط السماء إلى جهة الغرب. … الشراك: أحد سيور النعل. الشفق: الحمرة التي ترى في الأفق بعد مغيب الشمس. … الإسفار: تأخير صلاة الفجر حتى ينتشر ضوء الصبح.

<<  <  ج: ص:  >  >>