(الحاء) وأقره المناوي، وهو بلفظ:(كان الحجر الأسود أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا بني آدم)، كما ورد ما يدل على أنه كان أبيض فسودته الخطايا، وأنه نزل من الجنة، كما في حديث ابن عباس عند الترمذي مرفوعاً:(نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن، فسودته خطايا بني آدم) وقد حسنه السيوطي في الجامع الصغير.
وورد ما يدل على أنه يشهد على من استلمه يوم القيامة، كما في حديث ابن عباس عند ابن ماجة (ليأتين هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق) وقد صححه الألباني في (تخريج الترغيب) وفي صحيح الجامع الصغير في (حرف النون)، وأخرجه الترمذي وقال:(حسن) وتبعه السيوطي في الجامع الصغير حيث رمز له بعلامة الحسن وهي (الحاء)، وروى الترمذي عن ابن عباس مرفوعاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(والله ليبعثنه يوم القيامة (يعني الحجر) له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق) وقد صححه الألباني في (تخريج المشكاة) وفي صحيح الجامع الصغير، وأخرجه ابن خزيمة عن ابن عباس مرفوعاً:(الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين يبعث يوم القيامة مثل (أُحُد) يشهد لمن استلمه وقبَّله من أهل الدنيا) صححه السيوطي.
والخلاصة لما جاء في جوابي ينحصر فيما يلي:
(أولاً) ورد في كون الحجر الأسود من الجنة أحاديث صحيحة، ذكرت منها خمسة أحاديث.
(ثانياً) ورد في كونه كان أبيض ثلاثة أحاديث صحيحة عند المُحدِّثين المذكورين آنفاً.
(ثالثاً) ورد في كونه يشهد لمن استلمه يوم القيامة ثلاث أحاديث صحيحة صالحة للاحتجاج.
س: هل القول المشهور (بشر البخيل بحادث أو وارث) وكذلك (طلب العلم من المهد إلى اللحد) هل هما حديثان أم لا؟
جـ: هذان الأثران لم أقف عليهما في كتب السنة النبوية المطهرة المرتبة على الحروف المعجمة ولا في غيرها من الكتب المرتبة على الأبواب ولا أدري كيف اشتهرت بين الناس هذه الشهرة في حين أنها غير موجودة في كتب الحديث، فمن وقف عليها في بعض الكتب الحديثية وعرف من رواها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة والتابعين وأفادني فجزاه الله خيراً، ومن دلني على مصدر من المصادر الجامعة للأحاديث النبوية تحوي هذين الحديثين فله الشكر والله ولي التوفيق.
س: نطلب منكم إرشادنا إلى أحسن كتاب في ناسخ الكتاب والسنة؟
جـ: أحسن كتاب أُلِّف في الناسخ والمنسوخ في القرآن هو أكثر جمعاً للآيات القرآنية الناسخة والمنسوخة هو كتاب (النسخ في القرآن الكريم) تأليف الدكتور: (مصطفى زيد) أستاذ الشريعة المساعد في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، وقد احتوى هذا الكتاب على دراسة تشريعية وتاريخية نقدية قد لا توجد في غيره من المؤلفات في هذا الفن العظيم، وهو في مجلدين كبيرين يزيد حجم كل مجلد على أكثر من خمسمائة صفحة، وأما أحسن كتاب أُلِّف في (الناسخ والمنسوخ من السنة النبوية) فأنا لا أعلم ما قد ألفة العلماء في هذا العصر في هذا الفن من التأليف، وأحسن الكتب التي قرأتها في هذا الفن من مؤلفات المتقدمين هو كتاب الحازمي الذي سمَّاه (الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار) وقد طبع قديماً كما طبع حديثاً طبعة محققة مصححة، ولعله قد ألَّف من جاء من المتأخرين المعاصرين في هذا الفن أحسن من كتاب الاعتبار، ولكني لم اطلع على شيء مما يمكن أنه قد