للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدة كتب من كتب المحدثين المتأخرين وذلك مثل (كنز الحقائق) و (الجامع الصغير) و (الفتح الكبير) و (تيسير الوصول) وغيرها من كتب المتأخرين الأمر الذي دلني على أنه ليس من كلام سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وآله وسلم، ولما تصفحت الكتب التي ألفها المتأخرون من الحفاظ في الأحاديث المشهورة على الألسنة كـ (تمييز الخبيث من الطيب) و (ماله أصل ومالا أصل له) والكتب التي ألفها الحفاظ ليوضحوا للناس الأحاديث المفتراة على رسول الله وجدت الكثير من هذه المؤلفات قد تعرض مؤلفوها لذكر هذا الكلام الذي قيل عنه أنه حديث شريف ونصوا على أنه من (الأحاديث الموضوعة) وذلك كـ (الصاغاني) في كتابه (الموضوعات) و (الحوت البيروتي) في (أسنى المطالب) و (الملا علي القاري) في المصنوع في الحديث الموضوع والشيخ (محمد ناصر الدين الألباني) في الأحاديث الضعيفة والموضوعة والشيخ (محمد الصباغ) في تعليقاته على كتاب الأسرار المرفوعة والأستاذ (نجم عبدالرحمن خلف) في تعليقاته على موضوعات القاري وغيرهم كما وجدت البعض قد صرح بعدم وقوفه عليه وذلك كـ (الزركشي) في كتاب التذكرة في الأحاديث المشتهرة و (السخاوي) في المقاصد الحسنة في الأحاديث الدارجة على الألسنة و (ابن طاهر الفتني الهندي) في تذكرة الموضوعات وغيرهم، والبعض من العلماء لم يصرح بأنه موضوع ولكنه صرح بلفظ يقرب من الحكم عليه بالوضع (السيد معين الدين الصفوي) الذي نقل عنه الملا علي القاري أنه قال عن هذا الكلام انه غير ثابت، وبعض المصادر لم تصرح بالوضع ولكنها قد سردته من جملة الأحاديث التي جمعت باسم (أنها موضوعة) مثل الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة فقد سرد مؤلفها هذا الكلام من جملة الأحاديث التي تضمنها كتابه ونقل عن (الزركشي) أنه قال عن هذا الكلام لم أقف عليه وأقره على ذلك كما أقر الصفوي على الحكم على هذا الكلام بعدم ثبوته، وعدم الوقوف من قبل العلماء الذين ألفوا في الأحاديث المشهورة وأقروا من قبلهم على عدم الوقوف على هذا الكلام في كتب السنة كـ (السيوطي) في الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة الذي نقل عن (الزركشي) عدم وقوفه عليه وأقره على ذلك ولم يتعقبه بشي كما عمل كذلك (الديبع) في كتاب تمييز الطيب من الخبيث حيث نقل عن شيخه (السخاوي) عدم وقوفه على هذا الحديث أو هذا الكلام واقره على ذلك ولم يتعقبه بأي شيء أو يعلق عليه بأي تعليق أما (العجلوني) مؤلف كتاب (كشف الخفاء) فقد نقل عن (الصاغاني) الحكم على هذا الكلام بأنه موضوع كما نقل عن (السخاوي) عدم وقوفه عليه وأقرهما معاً على ما قاله حول هذا الكلام الذي قيل عنه أنه حديث وليس بحديث.

والخلاصة: هي أن هذا الكلام ليس بحديث لعدم وقوف الحفاظ عليه في كتب الحديث أو لحكمهم عليه بأنه من الأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما دل عليه كلام (الصاغاني) و (ابن طاهر) الفتني و (الزركشي) و (السخاوي) و (السيوطي) و (القاري) و (الصفوي) و (الديبع) و (العجلوني) و (البيروتي) و (الألباني) و (نجم عبدالرحمن خلف) و (الصباغ) وغيرهم من الحفاظ رحمهم الله جميعاً،

وأما معناه فهو أن حب الوطن بعض من الأيمان وهذا لا يستقيم من الناحية الشرعية لأن حب الوطن أمر طبيعي جبلي يستوي فيه الفاسق والمؤمن والكافر ولا علاقة له بالدين وإلا للزم منه أن سلمان الفارسي الذي أحب البلاد العربية وعلى الأخص المدينة المنورة ولم يحب فارس البلاد الذي ولد هو وآباؤه وأجداده فيها وتربى فيها والتي هي وطنه ومسقط رأسه أن يكون قد نقص جزء من إيمانه، كما أنه سيلزم أن يكون أبو جهل وعتبة بن ربيعه وغيرهما من كفار قريش قد ملكوا جزءاً من الإيمان أو اتصفو بجزء من الإيمان لأنهم كانوا يحبون وطنهم مكة واللازم باطل وكذلك الملزوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>