للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَالَمِينَ) (١) وهي أحاديث أصح من أحاديث الجهر بها ومنها حديث (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (٢)، ومنهم من لا يقرأ البسملة نهائياً لا سراً ولا جهراً وهذا مذهب المالكية، ولا ضير في الصلاة خلف من لم يقرأها حيث قد وردت أحاديث أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يقرأها، والصلاة صحيحة خلف من شئت منهم.

س: ما حكم الجهر بالبسملة في الصلاة؟

جـ: اعلم أنه قد وردت أحاديث كثيرة صحيحة منها ما يدل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يجهر بالبسملة ومنها ما يدل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يسر بالبسملة في الصلاة لهذا فإني أذهب إلى أن الجهر بالبسملة أو الإسرار بها كله جائز، وهكذا التشهد يشرع بأيِّ صفة من الصفات التي وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- من طريق صحيح منها حديث (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ: أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنْ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو) (٣) ولا أرجح إحداهما على الأخرى، وكذلك في صفة التوجه وفي كل شيء ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه فعله بصفات متعددة ما دام أنه قد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعله على صفات متعددة، وهكذا نقول عن عدد التكبيرات في صلاة الجنازة الكل جائز والصفات كلها مشروعة ما دام


(١) - صحيح البخاري: كتاب صفة الصلاة: باب ما يقول بعد التكبير. حديث رقم (٧١٠) بلفظ (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
أخرجه مسلم في الصلاة، والترمذي في الصلاة، والنسائي في الافتتاح، … وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند المكثرين، ومالك في النداء للصلاة، والدارمي في الصلاة.
معاني الألفاط: رب العالمين: رب العوالم كلها من ملائكة وإنس وجن.
(٢) - منها ما يلي:
أ - صحيح مسلم: كتاب الصلاة: باب حجة من قال البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة. حديث رقم (٤٠٠) بلفظ (عن أنس قال: بينا رسول -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت علي آنفا، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر، ثم قال أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: إنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك، زاد بن حجر في حديثه بين أظهرنا في المسجد وقال: ما أحدث بعدك).
أخرجه البخاري في تفسير القرآن، الرقاق، والترمذي في تفسير القرآن عن رسول الله، والنسائي في الافتتاح، وأبو داود في الصلاة، السنة، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
أطراف الحديث: الفضائل.
معاني الألفاظ: آنفا: قبل قليل. الشانئ: المبغض والمكره. … الأبتر: المنقطع الذرية ومن كل خير. فيختلجـ: يجتذب ويقتطع.
ب - سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب من جهر بها. حديث رقم (٧٨٨) بلفظ (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (٧٨٨).
انفرد به أبو داود.
(٣) - صحيح البخاري: كتاب الأذان: باب مايتخير من الدعاء. حديث رقم (٨٣٥) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ: أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنْ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو)
أخرجه مسلم في الصلاة، والترمذي في الصلاة، والنسائي في التطبيق، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في مسند المكثرين، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الجمعة، الاستئذان.

<<  <  ج: ص:  >  >>