وفي السنة النبوية هادماً لكل قول مهما كان قائله، وكيفما كانت درجته من العلم والمعرفة والعرفان.
إذا قالت حذامى فصدقوها … فإن القول ما قالت حذام
وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل … وعند شمس الضحى لاحظ للسُّرُجِ
إذا عرفت هذا فالولي هو من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وكان ممن يتقي الله ويخشاه سواءً كان ممن عمر الملوك أو السلاطين أو العامة على قبره قبة أو بنوا على قبره مسجداً أو اتخذ المخرفون من الناس ضريحه مزاراً أو شدوا إلى قبره الرحال أو توسل به النساء والرجال، وسواءً كان قبره من القبور المجهولة أو كان المحل الذي يوجد فيه أو قبر فيه من المحلات المعمورة فلا علاقة ولا ملازمة بين رفع القبور واتخاذها مساجد أو شد الرحال إليها أو التوسل بأصحابها وبين فضل المقبور وكونه من أولياء الله فهذا شيء وتلك أشياء أخرى، هذا وإن الاعتقاد في صاحب القبر أنه ينفع أو يضر أو التوسل به إلى الله أو شد الرحال إلى القبر أو رفع القبر أكثر من شبر كل ذلك حرام سواء كان المقبور عالماً أو جاهلاً والأدلة على ذلك كثيرة قد ذكرتها في عدة فتاوى سابقه.
لقد أسمعت لو ناديت حياً … ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت … ولكن أنت تنفخ في رماد.
س: هل يجوز التوسل بالأموات الصالحين أم أنه لا يجوز؟
جـ: اعلم أيها السائل أن الذين منعوا التوسل قالوا بأن الأصل في الدعاء أن يكون لله تعالى ومن ادعى أنه يجوز التوسل بالأموات فعليه الدليل، وقد استدل القائلون بجواز التوسل إلى الله استدلوا بالأدلة التي سنسردها وهي:
١ - حديث (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك) إلخ الحديث الذي أخرجه ابن ماجة من حديث أبي سعيد وأجيب عنه بأنه حديث ضعيف لأن في سنده (ابن عطية العوفي) وهو ضعيف.
٢ - توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأجيب عنه بأن في سنده (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم) ضعفه أحمد والنسائي والدار قطني.
٣ - قول مالك لـ (أبي جعفر المنصور) أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسيلتك يا أمير المؤمنين وأجيب عنه بعدم صحة هذه المقالة من الإمام مالك، وأيضاً قول مالك ليس بحجة.
٤ - حديث (فاطمة بنت أسد) أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (اللهم اغفر لأم فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي) وأجيب عنه بأنه حديث ضعيف لأن في سنده (روح بن صلاح) وقد ضعفه الجمهور.
٥ - حديث (توسلوا بالزاهد فإن الزاهد عند الله عظيم) أجيب عنه بأنه حديث موضوع بالإجماع.
٦ - حديث (إذا عاقت الأمور فعليكم بأصحاب القبور) وأجيب عنه بأنه موضوع بالإجماع.