للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيحة.

س: يوجد لدينا جامع قديم وتصلى فيه الجمعة والجماعة ونحن مجاورون له، فهل يحق لنا أن نذهب إلى الجامع الآخر لنصلي الجمعة؟ وما هو الحكم في ذلك؟

جـ: إعلما بأنه لا مانع من الصلاة في الجامع القديم أو في الجامع الجديد فالكل سواء مهما كان كل واحد من هذين المسجدين تؤدي فيه الجمعة والجماعة إلا أن الذي كانت الجماعة فيه أكثر عدداً يكون الأجر في الصلاة فيه أعظم ولا سيما إن كان هو الأبعد لأن الأجر سيكون بحسب كثرة المشي والخطا إلى المسجد البعيد، والخلاصة: هي أن الدليل قد دل على أن الصلاة في الجماعة الكبيرة يكون أجرها أعظم من أجر الصلاة في الجماعة الصغيرة لحديث (وَإِنَّ صَلَاةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، وَصَلَاتُهُ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى) (١)، ودل الدليل أيضاً على أن الأجر يكون على قدر الخطا لحديث (فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسنَ وَأَتَى الْمَسجدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسجدَ، وَإِذَا دَخَلَ الْمَسجدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسهُ) (٢) فإذا اجتمع في المسجد الواحد كثرة الجماعة وكثرة الخطا كان للمصلي ثواب الأجرين إن شاء الله تعالى.

س يوجد جامع قديم في إحدى القرى لأداء الشعائر الدينية إلا أنه حدث خلاف بين الأهالي فأدى ذلك إلى إنقسام المصلين بحيث قام بعض المواطنين بأداء الصلاة في جامع بني حديثاً ويقع بالقرب من الجامع القديم مما أدى إلى قلة عدد المصلين في الجامع القديم حيث وصل عددهم إلى خمسة عشر فرداً فهل صلاتهم يوم الجمعة صحيحة نظراً لقلة عددهم؟ وهل يجب على المواطنين أن يجتمعوا في مسجد واحد أم يظلوا منقسمين على ما هم عليه؟

جـ اعلم بأن هذه الصلاة صحيحة لأنه لا يشترط في صحة صلاة الجمعة أن يكون عدد المصلين عدداً معيناً مخصوصاً بل تصح صلاة الجمعة من المصلين كيف ما كانو مهما كانوا جماعة ولو كانوا أربعة رجال أو ثلاثة لكن الأفضل هو أن تتوحد الجماعة في القرية او المدينة وأن ينظم الأقل من الناس إلى الأكثر وأن يجتمع الجميع في المسجد الذي يتسع لهم جميعاً لأن الأجر في الجماعة ذات العدد الكثير أفضل من الجماعة ذات العدد القليل لحديث (وَإِنَّ صَلَاةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، وَصَلَاتُهُ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى)، هذا في الصلاة الجماعة في الصلوات الخمس وبالأولى والأحرى


(١) - سنن أبي داود: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أبي بن كعب في سنن أبي داود برقم (٥٥٤).
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب الصلاة في مسجد السوق. حديث رقم (٤٧٧) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: صَلَاةُ الْجمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سوقِهِ خَمْسا وَعِشْرِينَ دَرَجةً، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسنَ وَأَتَى الْمَسجدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسجدَ، وَإِذَا دَخَلَ الْمَسجدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسهُ، وَتُصَلِّي يَعْنِي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ فِي مَجلِسهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ)
أخرجه مسلم في المساجد، والترمذي في الصلاة، وتفسير القرآن، والنسائي في الصلاة، والمساجد، الإمامة، وأبو داود في الصلاة، وأحمد ابن ماجة في المساجد والجماعات
معاني الألفاظ: حط: أسقط. … تحبسه: المقصود أن انتضاره للصلاة تعد صلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>