للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


تضارب الروايات في مكان التمرة التي أخذها الحسن بن على بن أبي طالب رضي الله عنهما
الحديث المكذوب بلفظ (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ) () هذه الرواية من الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في منعه الحسن بن علي رضي الله عنهما من أكل تمرة واحدة من تمر الصدقة الذي كان مكوما في بيته صلى الله عليه وسلم بحسب رواية البخاري، وفي روايات مسند أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى أن الحسن أخذ التمرة من غرفة الصدقة في الطابق الأسفل من بيته صلى الله عليه وسلم، وفي رواية أنه صعد مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى غرفة الصدقة وكأن النبي صلى الله عليه وسلم كان معه غرفة في الطابق الثاني من بيته مخصصة لخزن تمر الصدقة فيها، وفي رواية أن الحسن مرَّ مع النبي صلى الله عليه وسلم على (جرين) به تمر الصدقة فأخذ التمرة من الجرين، وهكذا يظهر اختلاف روايات مسند الإمام أحمد عن مكان التمرة التي أخذها الحسن بن علي رضي الله عنهما، فرواية من كومة تمر في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ورواية من غرفة الصدقة، ورواية من غرفة الصدقة في طابق ثان لأن الحسن صعد مع النبي صلى الله عليه وسلم إليها والصعود يقتضي أنها في طابق ثان، مع أنه من المعلوم قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن معه بيت مكون من طوابق متعددة، ورواية أن الحسن أخد التمرة من (جرين) كان يوضع فيه تمر الصدقة، وفي رواية أن (الحسين) بن علي هو الذي أخذ حبة من تمر الصدقة وليس (الحسن)، وبهذه الرواية يظهر الاضطراب في من أخذ التمرة هل هوالحسن أوالحسين؟! كما يظهر الاضطراب في مكان التمرة المزعوم أخذها منه في الروايات الأخرى! هل هو بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟! وإذا كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم فأيُّ بيت من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم التسعة؟! أوهوغرفة مخصصة لتمر الصدقة في الطابق الأسفل من بيت من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم؟! أوهو غرفة مخصصة لتمر الصدقة في طابق ثان في بيت من بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم؟! أوهوالجرين المخصص لوضع تمر الصدقة فيه الذي هوخارج بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم التسعة؟!، وقد حصل الاضطراب في متن رواية الحديث في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم، فمن ألفاظه في صحيح البخاري بعد أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بإلقاء التمرة التي قد وضعها في فيه أن قال له في الرواية التي في كتاب الزكاة (كِخْ كِخْ، ثُمَّ قَالَ أَمَا شَعَرْتَ أنا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟!) () وفي رواية (كَانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ يُؤْتَى بِالتَّمْرِ عِنْدَ صِرَامِ النَّخْلِ فَيَجيءُ هَذَا بِتَمْرِهِ وَهَذَا مِنْ تَمْرِهِ حَتَّى يَصِيرَ عِنْدَهُ كَوْمًا مِنْ تَمْرٍ، فَجعَلَ الْحَسنُ وَالْحُسيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَلْعَبَانِ بِذَلِكَ التَّمْرِ، فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا تَمْرَةً فَجعَلَهَا فِي فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فَأَخْرَجهَا مِنْ فِيهِ، فَقَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ؟!) () في الرواية أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج التمرة من فيِّ الحسن بيده وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان فظا غليظا قاسي القلب خاليا من الرحمة بالأطفال إلى حد إخراج التمرة من فيِّ الحسن بعد أن أدخلها إلى فيه ومضغها و النبي صلى الله عليه وسلم يمنعه من بلعها ويخرجها من فيه بيد النبي صلى الله عليه وسلم الرحيمة، هذا الفعل يتنافي مع رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته ولا سيما بالأطفال، وهذا القول والفعل مستغرب من نبي موصوف بالرحمة، محل الشاهد في الاستغراب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مخاطبا الطفل الصغير الذي عمره ما بين السنتين إلى الثلاث إلى الخمس السنوات بالكثير والذي هو من الأطفال غير المميزين (أمَا عَلِمْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ؟!) هذا الخطاب لا يصلح أن يخاطب به الرسول صلى الله عليه وسلم طفلا صغيرا غير مميز لا يعلم الحلال والحرام وليس هو مخاطبا بالشرعيات لأنه لم يبلغ سن التكليف حتى يكون مخاطبا بالحلال والحرام في مأكله ومشربه وماليته وفي كل شؤونه، ولا يليق برسول الله صلى الله عليه وسلم كرسول مكلف أن يخاطب برسالته المكلفين بالحلال والحرام وبالواجبات والتكاليف الشرعية أن يخاطب الطفل الصغير غير المميزوغير المكلف بحلال أو بحرام أو بواجب أوبغير واجب بهذا الخطاب مستخدما فيه أسلوب الاستفهام الاستنكاري على عدم علمه في هذه الرواية، وعلى عدم معرفته في الرواية التي أوردها البخاري في كتاب الجهاد بلفظ (أَنَّ الْحَسنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ بِالْفَارِسيَّةِ كِخْ كِخْ، أَمَا تَعْرِفُ أنا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟!) () وعلى عدم استشعاره بأن بني هاشم لا يأكلون الصدقة كما في الرواية التي قد سبق ذكرها بلفظ (أَمَا شَعَرْتَ أنا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟!)، الروايات الثلاث التي في صحيح البخاري ورد الخطاب فيها للطفل الصغير الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بأسلوب الاستفهام الاستنكاري على عدم الاستشعار في الرواية الأولى، وعلى عدم العلم في الرواية الثانية، وعلى عدم المعرفة في رواية كتاب الجهاد، ومعنى (شعر) في اللغة بمعنى (فطن)، ومن أين يفطن الحسن الطفل الصغير الحلال والحرام في المطعومات؟! لأن الحلال والحرام لا يعرف إلا بواسطة الوحي الإلهي، والحسن طفل صغير غيرمميز لا يوحي إليه بحلال ولا بحرام لأن الوحي مختص برسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أين يعلم الحلال والحرام؟! ومن أين يعرف الحلال والحرام؟! وكيف يستشعر الحلال والحرام؟! وهذه الصيغ الاستفهامية الثلاث المستخدِمة أسلوب الاستفهام الاستنكاري لا تصلح لمخاطبة

<<  <  ج: ص:  >  >>