للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


قطعية من القرآن الكريم، ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم تحليل الطيبات وتحريم الخبائث كما في قوله تعالى {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} () ومخالفة الحديث للآية يدل على أنه مكذوب على رسول الرحمة والمساواة صلى الله عليه وسلم.
السابع: رواية (أَمَا عَلِمْتَ أنا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ) () بألفاظها المختلفة ورواية (إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ إنما هِيَ أَوْساخُ النَّاس) () هي من (الأغلال والآصار) التي وضعها الأفاكون المفترون الكذب على الله عز وجل المتعمدون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني هاشم لحرمانهم من الزكاة التي أحلها الله عز وجل لمن كان مصرفا منهم من مصارفها الثمانية، والرسول الرؤوف الرحيم بأمته وببني هاشم مهمته تخليص الأمة والبشرية جمعاء من (آصار الجاهلية) التي كانت تعانيها وتقاسيها وتتعذب بسببها ومنها آصار وأغلال التفاخر والتعاظم بالأنساب، وليس من مهمة رسول الرحمة والهداية والمساواة وضع (آصار وأغلال جديدة على بني هاشم) تحرمهم من الزكوات المفروضة رحمة من الله بهم وبغيرهم من المسلمين، وتحرم نساءهم من الزواج بالرجال الأكفاء في الدين وهم ذوو الخلق والدين كما في حديث (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ عَرِيضٌ) () ولفظ (من) في الحديث من ألفاظ العموم، في الحديث دلالة على مشروعية زواج كل مسلم ترضى المرأة وأولياؤها دينه وخلقه بدون أيِّ قيد آخر من نسب أو غير نسب لأن نسب الجميع الهاشمي وغير الهاشمي واحد ولا فرق بسبب النسب، وادعاء الفضل والشرف للنسب الهاشمي الذي يحرِّم زواج الهاشمية بغير الهاشمي بسببه هو (غل) من الأغلال والآصار التي بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم لإبطالها والقضاء عليها لا لتأسيسها وتعميقها بأدلة من أقواله وأفعاله قال تعالى مبينا مهمة الرسول في تخليص البشر والمسلمين ومنهم بني هاشم من الآصار والأغلال في قوله تعالى {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ … عَلَيْهِمْ} ().
الثامن: رواية (أَمَا عَلِمْتَ أنا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ) أو (إنا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ) فيها إشعار بتميز بني هاشم بسبب نسبهم الهاشمي وهذا يعارض تساوي البشر من بني هاشم وغيرهم في الأنساب لأن نسب الجميع الهاشمي وغير الهاشمي إلى (آدم) و (حواء) عليهما السلام سواء، وأن الكرامة والتفاضل لا يكون عند الله ثم عند خلقه إلا على أساس التقوى والعلم والعمل الصالح قال تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ()
التاسع: رواية (أَمَا عَلِمْتَ أنا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ) أو (إنا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ) فيها تربية على الكبر على الآخرين بسبب النسب الهاشمي العالي المحرِّم على من ينتسب إليه أخذ الزكاة لأن أخذ الزكاة يتعارض مع علو النسب الهاشمي الأعلى على كل نسب من أنساب البشر على وجه الأرض، والذي كل أنساب أهل الأرض من البشر هي دون النسب الهاشمي، وهذا يتعارض مع مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم في تزكية البشر من الرذائل ومنها رذيلة الكبر بالنسب الهاشمي أو بغيره قال تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا … مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} () والكبر معصية كبيرة من كبائر الذنوب تحرم المستكبِر من هداية الله تعالى له في دنياه إلى الدين وإلى صراط الله المستقيم الموصل إلى جنة عرضها السماوات والأرض قال تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا … بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} () والقليل القليل من الكبر يحرِّم من دخول الجنة كما جاء في حديث (لَا يَدْخُلُ الْجنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ) ().
العاشر: رواية (أَمَا عَلِمْتَ أنا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ) أو (إنا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ) المشعِرة بتميز النسب الهاشمي وعلوه على غيره من أنساب البشر تتعارض مع أمر الله عز وجل لرسول الرحمة والمساواة محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلن للبشرية جمعاء أن شخص الرسول الكريم مثل سائر البشر في النسب والحسب وفي أكله وشربه ولباسه ومسكنه وتزوجه وأبوته لأبنائه وفي سائر شؤون الحياة الدنيا، وأنه لا يتميز عن البشر الآخرين بسبب نسبه الهاشمي ولا بأيِّ ميزة غير ميزة تلقي الوحي الإلهي، وأن هذه الميزة خاصة به لا يشاركه فيها أحد من بني هاشم قال تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ … يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا

<<  <  ج: ص:  >  >>