للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} () وفي آية أخري حصر الله صفة الوحي على موصوف واحد هو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} () وجاء أسلوب الحصر والقصر بأداة الحصر والقصر {إِنَّمَا} في الآية الكريمة لكي يرد ادعاء مشاركة أحد من بني هاشم للرسول صلى الله عليه وسلم في تلقي الوحي أو في تبيين الرسالة الموحاة إليه وحده كما في قوله تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} () وقوله تعالى {مَا كَانَ … مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} () في الآية دلالة على أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله وحده وهو خاتم النبيين وحده وعلاقته ببني هاشم صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم كعلاقته بغيرهم في كونهم مخاطبين برسالته كمخاطبة غيرهم، وليس لأحد منهم مشاركة في النبوة أو الرسالة الإلهية التي اختار الله لها محمدا صلى الله عليه وسلم وحده من بين سائر البشر، ولذا نفي الله في هذه الآية أبوة الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد من بني هاشم أو من غيرهم لأنه رسول الله إليهم وإلى الناس أجمعين كما في قوله تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} ().
الحادي عشر: رواية (أَمَا عَلِمْتَ أنا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ) أو (إنا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ) جاءت في سياق قصة أخذ (الحسن بن علي) رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة ولم تكن جملة خبرية مبتدأة من الرسول صلى الله عليه وسلم معبرة عن وحي من الله عز وجل إلى رسول الله به فنطق ابتداء بالوحي الإلهي الذي أنزل عليه، وهكذا كل أو معظم الروايات المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجها المفترون لها في سياق قصص مختلقة مكذوبة لا أساس لها في الواقع كقصة اجتماع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب والمسرحية التي عملوها لكي تكون سببا لرواية (إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ إنما هِيَ أَوْساخُ النَّاس)، وقصة رواية أم سلمة لما سمي بحديث أهل الكساء وهوبلفظ (لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ، إنما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجس أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا فِي بَيْتِ أُمِّ سلَمَةَ، فَدَعَا فَاطِمَةَ وَحَسنًا وَحُسيْنًا فَجلَّلَهُمْ بِكِساءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجلَّلَهُ بِكِساءٍ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجس وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ أُمُّ سلَمَةَ وَأنا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ، وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ) وقصة غد يرخم بلفظ (مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ) وقصة (فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي) وغيرها من الروايات المكذوبة التي حاول المفترون إخراج النص المكذوب المنسوب إلى رسول الرحمة والمساواة والعدالة في سياق قصة تُحكي لكي يتقبلها المسلمون على أنها وحي أوحي الله به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني عشر: استخدام الأسلوب البلاغي في السباكة اللفظية في روايات (أما علمت؟! أما شعرت؟! أما تعرف؟! هذه السباكة اللفظية في مخاطبة طفل صغير غير مميز لا يعقل هذه الاستفهامات الاستنكارية تدل على أن العبارات مختلقة ومكذوبة على رسول الله.
الثالث عشر: اختلاف عبارات الرواية عن الفعل المستفهم عنه استفهاما استنكاريا أو تعجبيا مثل أما علمت؟! وفي رواية أما شعرت؟! وفي رواية أما تعرف؟ َ! واختلاف عبارات (أما علمت أنا لا نأكل الصدقة) و (أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة) الاختلاف بين (لا نأكل) و (لا تحل) اختلاف الألفاظ والعبارات مع أن الحادثة المفتراة واحدة يدل على أن الرواية مكذوبة على رسول الرحمة والمساواة والعدالة محمد صلى الله عليه وسلم.
تخالف روايات امتناع الرسول صلى الله عليه وسلم من أكل حبة التمر المزعومة يدل على أن القصة مكذوبة
الرواية الخامسة الحديث المكذوب بلفظ (مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ بِتَمْرَةٍ مَسقُوطَةٍ، فَقَالَ لَوْلَا أَنْ تَكُونَ مِنْ صَدَقَةٍ لَأَكَلْتُهَا) () هذه الرواية من الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاكية في رواية أن الرسول الكريم امتنع من أكل حبة واحدة من التمر وجدها في طريقه فهمَّ بأكلها وامتنع عن أكلها خوفا من أن تكون من تمر الصدقة، وفي وراية أنها ساقطِة على فراش النبي الكريم بفعل مسقِط لها على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وتخالف الروايتين بين مسقطَة في طريق يمر منه النبي الكريم وبين ساقطة على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، واختلاف اللفظ بين (ممر) و (فراش) يؤكد أن الحديث مكذوب على رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن قصة التمرة مختلقة كاختلاق قصة تمرة (الحسن بن علي) رضي الله عنهما، وكاختلاق قصة (إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ إنما هِيَ أَوْساخُ النَّاس) القصد من رواية امتناع الرسول الكريم عن أكل التمرة المسقَطة في الطريق أو الساقِطة على الفراش هي لتأكيد الضلال والباطل والمنكر الذي حرص

<<  <  ج: ص:  >  >>