للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


المفترون على الله الكذب المتعمدون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم على تثبيت اعتقاده في الأمة الإسلامية من أن الصدقة محرَّمة على بني هاشم، ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في روايات منع (الحسن بن علي) رضي الله عنهما من أكل التمرة التي أخذها من الصدقة وقال له الرسول المفترَى عليه معللا منعه من أخذ التمرة (أَمَا عَلِمْتَ أنا لا نأكل الصدقة) أو (إنا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ) وظاهر لفظ الرواية يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم وبني هاشم متشاركين مجتمعين في التميز كأنهم جنس واحد متميز على غيره بتحريم الصدقة عليهم.
ألفاظ الرواية المكذوبة المدسوسة في صحيح البخاري وصحيح مسلم
١ - ألفاظ روايتي صحيح البخاري لفظ الرواية الأولى (مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ بِتَمْرَةٍ مَسقُوطَةٍ، فَقَالَ لَوْلَا أَنْ تَكُونَ مِنْ صَدَقَةٍ لَأَكَلْتُهَا) () لفظ الرواية الثانية (إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجدُ التَّمْرَةَ ساقِطَةً عَلَى فِرَاشِي فَأَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً فَأُلْقِيهَا) ()
٢ - ألفاظ روايتي صحيح مسلم الأولى بلفظ (إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجدُ التَّمْرَةَ ساقِطَةً عَلَى فِرَاشِي ثُمَّ أَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً فَأُلْقِيهَا) () الثانية بلفظ (وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجدُ التَّمْرَةَ ساقِطَةً عَلَى فِرَاشِي أَوْ فِي بَيْتِي فَأَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً أَوْ مِنْ الصَّدَقَةِ فَأُلْقِيهَا) () لفظ (مسقوطة وساقطة) في الروايات في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم تدل على اختيارمقصود لمختلق الرواية وأن اليد التي دستها في صحيح البخاري هي اليد التي دستها في صحيح مسلم نفسها، هذا الاختيار يثير عدة تساؤلات هي من الذي أسقط حبة التمرالمزعومة في طريق الرسول صلى الله عليه وسلم أو فوق فراشه؟! ولماذا أسقط المسقِط حبة التمرفي الممر أو فوق فراش الرسول صلى الله عليه وسلم؟! وماهوقصد المسقط من إسقاط حبة التمر في طريق النبي صلى الله عليه وسلم أوفوق فراشه؟! وهل وجود حبة تمرواحدة في طريق من طرق المدينة المنورة المشهورة بكثرة وجود التمرفيها أوفي بيت من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم الذين كان أغلب طعامهم فيها التمرأمرمستغرب؟! وهل لقطة حبة تمر في طريق أوفي أيِّ مكان إذا لقيها إنسا ن محرمة عليه في أحكام اللقطة في الشريعة الإسلامية؟! وهل يجب على من يلتقط حبة تمر أن يمتنع من أكلها؟! وهل يجب عليه أن يضمنها لصاحبها إذا وجد في يوم من الدهر أم أنها من لقطة الشيء اليسير الذي لايحرم أكله ولايجب التعريف به؟! وهل امتناع الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكل حبة التمر المزعومة يصلح أن يكون دليلا قطعيا على تحريم الزكاة على بني هاشم في كل زمان وفي كل مكان؟! هذا التهويل في شدة تحريم أكل حبة التمر يدل على أن القصة مكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتضح كذبها من وجوه:
لقطة حبة التمر من الأشياء اليسيرة التي لا قيمة لها
الأول: أن حبة التمر من الأشياء اليسيرة التي لاقيمة لها وإذا لقيها إنسان في طريق فيحوز له أخذها ويجوزله تركها، وإذا التقطها فيحوز له أكلها لنفسه أو يؤكلها غيره، ولا يجب عليه التعريف بها لأنها من المحقرات، والأصل أن حبة التمر التي يلتقطها الإنسان من طريق أومن أيِّ مكان غير محرز ليست من الصدقة لأن احتمال أن تكون من الصدقة احتمال ضئيل جدا لكثرة التمر في المدينة، ونسبة أن تكون من الصدقة نسبة (١٠%) عشرة في المائة، ونسبة أن تكون من غير الصدقة نسبة (٩٠%) تسعين في المائة، لأن نسبة الصدقة من التمر الموجود في المدينة نسبة عشرة في المائة، وبناء على هذا فلو كانت القصة صحيحة لما كانت التمرة محرَّمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها من لقطة الشيء اليسير الذي لايحرم أكله.
وجود حبة تمر في بيت الرسول أمر غير مستغرب لكثرة وجود التمر في بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم
الثاني: لايُستغرب وجود حبة تمر في بيت من بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم لكثرة التمر الموجود فيها بصورة دائمة ومستمرة حيث كان التمر غالب طعامهم، وكيف يُستغرب وجود حبة تمر في بيت من بيوت الرسول

<<  <  ج: ص:  >  >>