لو أن العلماء وطلاب العلم والأكاديميين والمثقفين والقائمين على المؤسسات التعليمية والإعلامية في العالم الإسلامي (قدَّموا مدلول الآيات القرآنية) التي في سورة الأحزاب التي تدل دلالة قطعية على أن مراد الله بلفظ (أهل البيت) فيها هو (زوجات) الرسول صلى الله عليه وسلم، على (مدلول الرواية) التي اشتهرت بحديث (أهل الكساء) التي كثر ترديدها ونشرها في الأمة من قبل وسائل الإعلام ومن قبل القائمين على بعض المؤسسات التعليمية، وعلى (مدلول الروايات) التي ذكرت (المهدي) (لانتهى التشيع والاختلاف والتفرُّق في الدين) ولانتهى القتل والقتال بسببه في العالم الإسلامي كله، لأن (أساس التشيع) وقاعدته الرئيسية التي يقوم عليها بنيانه منذ نشوئه وحتى اليوم، (هو تقديم مدلول الأحاديث الظنية) التي أسَّست التشيع على (مدلول الآيات القرآنية المحكمة)، و (بانتهاء التشيع) يسهل (جمع كلمة الأمة وتوحيدها واعتصامها) بحبل الله المتمثل في نصوص القرآن الكريم ونصوص الأحاديث الصحيحة التي أصح ما فيها هو (ما جمع في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم)، وتتحقق عبودية جميع المسلمين لله تعالى بطاعته في امتثال أمره واجتناب نهيه في قوله تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (). (التشيع) أعظم كذبة علمية (توارثتها الأجيال) من (يقيِّم) المسار العلمي في تاريخ الأمة الإسلامية (يتبيَّن) له أن (أعظم كذبة علمية) (راجت) في الإمة الإسلامية، و (اقتنع) بها بعض علمائها، و (دخلت) في بعض كتب الحديث النبوي، و (انتقلت) منها إلى كتب تفسير القرآن الكريم، وكتب الفقه الإسلامي في المذاهب الإسلامية، و (صارت) حقيقة علمية مسلما بها من العلماء وطلاب العلم، و (دخلت) في مناهج التعليم الديني في كل المذاهب والمدارس الإسلامية الموصوفة بالشيعية والسنية في أقطار العالم الإسلامي، و (تمَّ نشرها) والترويج لها في كل الوسائل التعليمية والإعلامية، و (توارثتها) أجيال المسلمين جيلا بعد جيل منذ القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر القرن الخامس عشر الهجري، هي [تفسير لفظ (أهل البيت) في آية التطهير بمن في رواية ما سمي بحديث (أهل الكساء) وهم (علي، وفاطمة، والحسن، والحسين) رضي الله عنهم] والسبب في قبول ورواج هذه (الكذبة العلمية) عند أجيال المسلمين المتعاقبة هو (دسُّ) رواية ما سمي بحديث (أهل الكساء) وأحاديث (المهدي) في كتب الحديث السابقة الذكر، و (تلقي) العلماء وطلاب العلم لها بالقبول والتسليم المطلق لمدلولها، و (كأنها) من المسلمات والبديهيات التي أدلتها (قطعية) تفيد (العلم اليقيني) الذي لا يقبل النقاش ولا الجدال في مدلولها. رواية (أهل الكساء) لم تذكر في كتب الحديث الستة المتبعة إلا في (سنن الترمذي) فقط من المعلوم أن (رواية) ما سمي بحديث (أهل الكساء) لم تذكر في صحيح البخاري، ولا في صحيح مسلم، ولا في سنن النسائي، ولافي سنن أبي داود، ولا في سنن ابن ماجه، وإنما ذكرت في (سنن الترمذي) فقط، في كتاب التفسير وفي كتاب المناقب منه، وقد قال عنها (الترمذي) نفسه بعد تخريجه لها: بأنه (حديث غريب) أي غير صحيح ولاحسن عنده، وعدم ذكر البخاري لها في صحيحه هو لعدم صحتها لديه، وكذا عدم ذكر مسلم لها بصيغتها التي في سنن الترمذي هو لعدم صحتها لديه، ولو كانت من الأحاديث الصحيحة لذكرها البخاري في صحيحه، ولذكرها مسلم في صحيحه، و لذكرت في كل كتب الحديث المتبعة، وكذا روايات (المهدي) لم تذكر في صحيح البخاري، ولا في صحيح مسلم، ولو كانت صحيحة عند البخاري لذكرها في صحيحه، وكذا مسلم لو كانت صحيحة عنده لذكرها في صحيحه. أسأل الله العظيم أن (يجمع كلمة المسلمين) على الحق الذي يرضيه، وأن (يوفقهم لنبذ الخلافات) التي بينهم، وأن (يوفقهم للاعتصام) بحبل الله المتين المتمثل في نصوص القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية الصحيحة التي أصح ما فيها ما جمع في صحيح البخاري وصحيح مسلم.