للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم ينطق به قط علماء الحديث (١) وقال الشوكاني: تواردت أقوال الأئمة على عدِّ هذا الحديث في الموضوعات على سبيل الغلط لا التعمد، وقال (ابن حجر الهيتمي المكي) في فتاواه الحديثية: أطبقوا على أنه موضوع مع أنه في (سنن ابن ماجة) (٢)، وقال السخاوي عن هذا الأثر في (المقاصد الحسنة): لا أصل له، كما قال أيضاً: اتفق أئمة الحديث (ابن عدي، والدارقطني، والعقيلي، وابن حبان، والحاكم) على أنه من قول شريك قاله لثابت لما دخل عليه، وقال ابن عدي: سرقه جماعة من ثابت كـ (عبدالله بن شبرمة الشريكي وعبد الحميد بن بحر) وغيرهما (٣).

ومنهم من مثل به للحديث (المدرج) من كلام الراوي مثل (السيوطي) نفسه في (تدريب الراوي شرح تقريب النووي) و (ابن حجر العسقلاني) مؤلف (النخبة) و (شاكر) مؤلف الباعث الحثيث (٤)، و (صبحي الصالح) مؤلف علوم الحديث (٥) و (نورالدين عتر) مؤلف منهج النقد في علوم الحديث (٦).

والخلاصة:

أن حفاظ السنة النبوية قد أجمعوا على أن هذه الجملة التي جعلها السيوطي من جملة الأحاديث النبوية المبدوءة بحرف (الميم) من الجامع الصغير ليست من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما هو من كلام ثابت.

ولكنهم اختلفوا في النوع الذي يمكن دخولها فيه، فمنهم من جعل كلام ثابت نوع (المدرج) كـ (ابن حجر العسقلاني وشاكر وصبحي والإمام السيوطي نفسه في التدريب)، ومنهم من جعله من الموضوع وهم الأكثر كـ (الحاكم والعقيلي وابن عدي والدارقطني والصاغاني وابن الجوزي وابن الصلاح والنووي والعراقي والمناوي والسخاوي وابن حجر الهيتمي والديبع والعجلوني والشوكاني والبيروتي ونجم الدين خلف والقاري والغماري)، ومنهم السيوطي نفسه في أعذب المناهل.

ولكن لعل هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي ضمها الجامع الصغير الذي صانه مؤلفه من كل ما تفرد بروايته وضَّاع أو كذاب قد دسها بعض النساخين لهذا الكتاب أو لعل الإمام السيوطي نفسه كان قد أدخلها في كتابه هذا على أساس أنه سيغربل كتابه ويزيل ما لا يصح أنه على شرطه فوافته منيته قبل أن يتمكن من ذلك لأنه مات ولم يكن قد جاوز الثانية والستين سنة من عمره. …

والله -سبحانه وتعالى- أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.


(١) فيض القدير ج (٦) ص (٢١٣).
(٢) صفحة (٤٢٢) ج ١ - .
(٣) المقاصد الحسنة ص (٥ ٤٢) وص (٤٢٦).
(٤) ص (٧٧)
(٥) - أنظر علوم الحديث.
(٦) - ص (٤٢٥).
هذا وممن جزم بأنه من المدرج ابن حبان كما في توضيح الأفكار للسيد (محمد الأمير الصنعاني) ج ٢ - ص (٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>