للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


المكذوبة تخالف مخالفة صارخة قول الله تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} () وتخالف مخالفة صارخة الحديث الصحيح الموافق لمضمون هذه الآية وهو حديث (يَا أَيُّهَا النَّاس، أَلَا إن ربكم وَاحِدٌ، وَإن أباكم وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجمِيٍّ، وَلَا لِعَجمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسوَدَ، وَلَا أَسوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟ قَالُوا بَلَّغَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ) ()، ولكي لا يفخر أحد على أحد من المسلمين بغير تقوى الله عز وجل لأن الكل في الأنساب والأحساب متساوون وليس أحد أعلى من أحد بسب نسبه ولا أحد أدنى من أحد بسبب نسبه لأن الإسلام قد أبطل التفاخر بالأنساب وجعله منقصة ومذمة ومنكرا ومعصية لله عز وجل يستوجب فاعله الخلود في نار جهنم لتكبره على الآخرين بعنصره أو بسلالته أو بطائفته أو بقومه أو بسبب لونه أو لغته أو موطنه أو جاهه أو مركزه الاجتماعي، وشبه المتخلق به بإبليس اللعين في تكبره على آدم بسبب تميز عنصره، وبئس الخلق التشبه بإبليس اللعين في قوله تعالى {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} ().
لفظ (أوساخ) في تسمية أموال الزكاة يستحيل صدورها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
لفظ (أوساخ) في تسمية أموال الزكاة يستحيل صدورها من وحي الله عز وجل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وما كلامه إلا وحي يوحى، ولا يمكن صدورها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها تخالف الوحي القرآني في تسمية الأموال الزكوية، ولا يوجد في القرآن لفظ يسمى الأموال التي يباح تملكها بلفظ (أوساخ) بل أطلق القرآن على المال لفظ {الْخَيْرِ} في قوله تعالى {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} () المراد بلفظ {الْخَيْرِ} في الآية المال، وأطلق على الأموال الزكوية لفظ {الأموال} في قوله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} () وفي قوله تعالى {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} () ولفظ (المال} في قوله تعالى {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} () وفي غيرها من الآيات القرآنية، وكذا في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام لا يوجد حديث يطلق على المال أو الأموال لفظ (أوساخ) وإنما يطلق على الأموال الزكوية لفظ (المال) كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه حينما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وقال له (فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ) () وحديث (يَقُولُ الْعَبْدُ مَالِي مَالِي إنما لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ مَا أَكَلَ فَأَفْنَى أَوْ لَبِس فَأَبْلَى أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى وَمَا سوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاس) () وغيرها من الأحاديث، ويناء عليه فلفظ (أوساخ) لفظ شاذ لا يوجد له لفظ مماثل أطلق على المال أو الأموال لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الصحيحة، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم يكون مطابقا وموافقا لكلام الله عز وجل حيث الوحي النبوي لا يخالف الوحي القرآني لأن مصدر الوحيين واحد هو الله عز وجل، والوحي الصحيح لا يناقض بعضه بعضا ولا يتعارض مع بعضه البعض وإذا حصل التعارض بين رواية حديث كهذا الذي يطلق على الزكاة لفظ (أوساخ الناس) وأنها (لا تحل لآل محمد أو لا تنبغي لآل محمد) كما في روايتي صحيح مسلم فهو علامة على أن الحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس مما نطق به الرسول صلى الله عليه وسلم لتزكية الله لنطق رسوله صلى الله عليه وسلم عن النطق بالهوى لحب شخص أو أسرة من أقاربه أو من غير أقاربه وكل نطق فيه هوى فليس هو من الكلام النبوي المنزه عن النطق بالهوى في قوله تعالى {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} ().
لفظ (الآل) في القرآن الكريم بمعنى الأتباع وليس بمعنى الأقارب من النسب
من مخالفة رواية تحريم الزكاة على آل محمد أنها تعطل ركن الزكاة في الإسلام لأن لفظ {الآل} في القرآن الكريم بمعنى الأتباع وليس بمعنى الأقارب من النسب كما في قوله تعالى {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} () في الآية دلالة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار أن المراد بلفظ {آلَ فِرْعَوْنَ} أتباع فرعون كلهم، وليس أقارب فرعون من النسب فقط، ولا يفهم عاقل من الآية أن الوعيد فيها مختص بأقارب فرعون من النسب ولا يعم الوعيد فيها جميع من اتبع فرعون وعاونه على ظلمه وكفره، ولا يفهم عاقل أن بقية أتباع فرعون من غير أقاربه من النسب ليسوا متوعدين بهذا الوعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>