قوله (حسبت) أي قال بسر ظننت أن زيدا و (جعل) أي طفق (من صنيعكم) أي حرضكم على إقامة صلاة التراويح و (المكتوبة) المفروضة. فإن قلت هذا يدل على أن التراويح تصلى فرادى لا جماعة. قلت قال به مالك وأما الأئمة الثلاثة فقالوا الأفضل الجماعة كما فعل عمر والصحابة واستمر عمل المسلمين عليه لأنه من الشعائر الظاهرة فأشبه صلاة العيد فإن قلت فما الجواب فيه عن هذا الحديث. قلت ماهو جواب عن العيد ونحوه والتحقيق أنه صلى الله عليه وسلم خاف من الوجوب عليهم وأما بعد وفاته فذلك غير متصور وفيه جواز الإقتداء بمن لم ينو الإمامة ثم أن نوى الإمام إمامتهم بعد إقتدائهم حصلت له فضيلة الجماعة ولهم وإن لم ينوها حصلت لهم فقط لا له لأنه لم ينوها والأعمال بالنيات وفيه أن الكبير إذا فعل شئيا خلاف ما يتوقعه أتباعه ذكر لهم عذره وحكمته. النووي: معنى أن يحتجزه أنه يحوط موضعا من المسجد بحصير تستره ليصبى فيه ولا يمر من بين يديه مار ليتوفر خشوعه وفراغ قلبه. أقول لفظ الحديث لا يدل على أن احتجازه كان في المسجد وكيف كان من المسجد ويلزم منه أن يكون تاركا للأفضل الذي أمر الناس به حيث قال فصلوا في بيوتكم. فأن قلت صح أنه كان في المسجد فما جوابك عنه. قلت إما أن يقال أنه إذا احتجزه كان كأنه بينه لخصوصيته به , أن السبب في كونه أفضل عدم شوبه بالرياء ورسول الله صلى الله عليه وسلم منزه عن الرياء سواء كان في بيته أم لا. وفيه إشارة إلى ما كان صلى الله عليه وسلم عليه من الزهادة في الدنيا والإعراض عنها والإكتفاء من متاعها بما لابد منه وجواز النافلة في المسجد والجماعة في غير المكتوبة وترك بعض المصالح لخوف من الشفقة على أمته ولفظ (أفضل الصلاة) عام في جميع النوافل إلا النوافل التي هي