للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَاكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَاكُلُهُ النَّارُ إِلَاّ أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتَحَشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَهْوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولاً الْجَنَّةَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي، عَنِ النَّارِ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَيَقُولُ هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ فَيَقُولُ لَا

ــ

الله إذا أهلكه و (يخردل) أي يقطع يقال خردلت اللحم بالدال والذال أي قطعته قطعا صغارا قوله (من أراد) وهم المؤمنون الخلص إذ الكافر لا ينجو أبدا من النار ويبقى خالدا فيها و (أثر السجود) أي موضع أثره وظاهره أنها لا تأكل جميع أعضاء السجود السبعة المأمور بالسجود عليها. قال القاضي عياض: امراد بأثر السجود الجبهة خاصة. قوله (كل ابن آدم) أي كل أعضاء ابن آدم و (امتحشو) بالفوقانية والمهملة المفتوحتين وبإعجام الشين أي احترقوا وروى بعضهم بضم التاء وكسر الحاء و (الحبة) بكسر المهملة هو بور الصحراء مما ليس بقوت و (الحميل) بفتح المهملة ماجاء به السيل من طين ونحوه والمراد التشبيه في سرعة النبات لأنها أسرع نابتة نباتا ومرّ بحثه في باب في باب تفاضل أمل الإيمان. قوله (يفترغ الله) إسناد الفراغ إلى الله تعالى ليس على سبيل الحقيقة إذ الفراغ هو الخلاص عن المهام والله سبحانه وتعالى لايشغله شأن عن شأن فالمراد منه إتمام الحكم بين العباد بالثواب والعقاب. قوله (دخولا) إما تمييز وإما بمعنة الداخل حالا و (قبل) بكسر القاف الجهة و (قشبني) بالقاف والمعجمة والموحدة المفتوحات أي سمني

<<  <  ج: ص:  >  >>