ووصف بالدجال ليمتاز عن المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام وسمي دجالا لكثرة خلطه الباطل بالحق و (المحيا) مفعل من الحياة و (الممات) مفعل من الموت قيل أراد بفتنة المحيا الابتلاء مع زوال الصبر وترك متابعة طريق الهدى وبفتنة الممات سؤال منكر ونكير مع الحيرة وما في القبر من الأهوال والشدائد وهذا من باب ذكر العام بعد الخاص على سبيل اللف والنشر الغير المرتب لأن عذاب القبر داخل تحت فتنة الممات وفتنة الدجال تحت فتنة المحيا. قال القاضي عياض استعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور التي قد عصم منها إنما هو ليلتزم خوف الله جلت عظمته والافتقار إليه ولتقتدي به الأمة وليبين لهم صفة الدعاء. قوله (المأتم) أي الأمر الذي يأثم به الإنسان أو هو الإثم نفسه (والمغرم) أي الدين الذي استدين فيما يكرهه الله تعالى أو فيما يجوز ثم عجز عن أدائه وأما الدين المحتاج إليه وهو قادر على الأداء فلا استعاذة منه والأول إشارة إلى حق الله تعالى والثاني إلى حق العباد. قوله (ما أكثر) فعل تعجب و (ما تستعيذ) في محل النصب و (حدث) جزاء الشرط و (كذب) عطف عليه و (وعد) عطف على حدث. فان قلت الحديث يدل على أن الدعاء كان في الصلاة فكيف يدل على الترجمة وهو أنه قبل السلام. قلت من حيث أن لكل مقام ذكرا مخصوصا فتعين أن يكون مقامه بعد الفراغ عن الكل وهو آخر الصلاة أو علم من مثل الحديث الذي في الباب بعده وفيه إثبات عذاب القبر وخروج الدجال وإفتانه. قوله (أبو الخير) هو مرثد بالميم والمثلثة المفتوحتين تقدم في باب إطعام الطعام