يكون مقدما ولا يضر كون الاسم وهو غنم نكرة لانها موصوفة بقوله: يتبه بها وأما الرفع فبأن يقدر فى يكون ضمير الشان ويكون خير مال الملم غنم مبتدا وخبرا وقدروى غنما بالنصب وقيد بالغنم لان هذا النوع من المال نموه وزيادته أبعد من الشوائب المحرمه كالربا والشبهات المكروهة وخصت الغنم بذلك لما فيها من السكينة والبركة وقدر عاها الأنبياء عليهم السلام مع أنها سهة الانقياد خفيفة المؤنة كثيرة النفع وقيد الانباع بالمواضع الخالية من ازدحام الناس لأنه أسلم غالبا عن المقاولات المؤدية الى الكدورات وقال يقر بدينه اشعارا بأن هذا الاتباع ينبغى أن يكون استعصام للدين لا لا مر دعيوى كطلب كثرة الملف وقلة أطماع الناس فيه ولما كان الجمع بين الرفق والربح وصيانة الدين كان خير الاموال الذى يعتنى بها المسلم وفيه اخبار بانه يكون فى اخر الزمان فتن وفساد بين الناس وهو يكاد يكون من المعجزات. قوله:(يفر بدينه من الفتن) اما جملة حالية وذو الحال هو الضمير المستتر فى يتبع ويحتمل أن يكون هو السلم ويجوز الحال من المضاف اليه نحو (فاتبع ملة ابراهيم حنيفا) فان قلت انما يجعل حالا من المضاف اليه اذا كان المضاف جزءأ من المضاف اليه أو فى حكمه كما فى رأيت وجه هند ثائمة لا فى نحو رأيت غلام هند قائمة والمال ليس كذلك. قلت المال لشدة ملابسته بذى المال كأنه جزء منه وأما اتحاد الخير بالمال فظاهر أو جملة استئنافية على تقدير جواب سؤال يقتضيه المقام. قوله:(من الفتن) وهو جميع فتنة أى من فساد ذات البين وغيرها. فان قلت كيف يجمع بين مقتضى هذا الحديث من اختيار العزلة وبين ما ندب اليه الشارع من اختلاط أهل المحلة لإقامة الجماعة وأهل البلدة للجمعة وأهل السواد مع أهل البلدة للعيد وأهل الافاق لوقوف عرفة وفى الجملة اهتمام الشارع بالاجتماع معلوم ولهذا قال الفقهاء يجوز نقل اللقيط من البادية إلى القرية ومن القرية الى البلد لا عكسها ولا شك أن الإنسان مدنى بالطبع متاج إلى السواد الأعظم وكمال الانسانية لا يحصل الا بالتمدن قلت ذلك عند عدم الفتنة وعدم وقوعه فى المعاصي وعند الاجتماع بالجلساء الصلحاء وأما اتباع الشعف والمعاطن وطلب الخلوة والانقطاع إنما هو فى أضداد هذه الحالات النووي: وفى الحديث فوائد منها فضل العزلة فى أيام الفتن الا أن يكون الإنسان ممن له قدرة على إزالة الفتنة فانه يجب عليه السعي فى إزالتها إما فرض عين واما فرض كفاية بحسب الحال والامكان وأما في غير أيام الفتنة فاختلف العلماء فى العزلة والاختلاط أيهما أفضل مذهب الشافعى والأكثرين الى تفضيل الخلطة لما فيها من اكتساب الفوائد وشهود شعائر الإسلام وتكثير سواد المسلمين وايصال