كيف الجمع بين هذه الآية وحديث "لن يدخل أحدكم الجنة بعمله" قلت الباء في بما كنتم ليست للسببية بل للملابسة أي أورثتموها ملابسة لأعمالكم أي لثواب أعمالكم أو للمقابلة نحو أعطيت الشاة بالدرهم أو أن الجنة في تلك الجنة جنة خاصة أي تلك الخاصة الرفيعة العالية بسبب الأعمال وأما أصل الدخول فبرحمة الله تعالى لا بالأعمال وملخصه أن أصل الجنة بالفضل والدرجات بالأعمال أو أن الدخول ليس بالعمل والإدخال المستفاد من الأبواب بالعمل. النووي: الجواب أن دخول الجنة بسبب العمل والعمل برحمة الله تعالى. وأقول المقدمة الأولى خلاف صريح الحديث فلا يلتفت إليها. قوله:(عدة) بكسر العين وشدة الدال هي المعدودة قال أهل اللغة العدة الجماعة قلت أو كثرت. قوله:(عن قول) متعلق بلنسألنهم أي لنسألنهم عن كلمة الشهادة التي هي عنوان الإيمان. فإن قلت هذه الآية أثبتت السؤال على سبيل التوكيد القسمي وفي آية أخرى قال (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان) فنفت السؤال. قلت إن في القيامة مواقف مختلفة وأزمنة متطاولة ففي موقف أو زمان يسألون وفي آخر لا يسألون أو لا يسئلون سؤال استخبار بل سؤال توبيخ أو لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان نحو (ولا تزر وازرة وزر أخرى) النووي: الظاهر أن المراد لنسألنهم عن أعمالهم كلها أي الأعمال التي يتعلق بها التكليف والتخصيص بقول لا إله إلا الله دعوى لا دليل عليها. قوله:(لمثل هذا) الفوز العظيم (فليعمل العاملون) فأطلق العمل وأراد الإيمان. قوله:(أحمد بن يونس) هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي التميمي الكوفي المكني بأبي عبد الله فاشتهر بأحمد بن يونس منسوباً إلى الجد محذوفاً من بينهما اسم عبد الله تخفيفاً وقال رجل للإمام أحمد عمن ترى أن نكتب الحديث فقال اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام توفي سنة تسع وعشرين ومائتين بالكوفة. قوله:(موسى بن إسمعيل) هو المنقري بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف البصري وقد تقدم قبيل قصة هرقل. و (إبراهيم بن سعد) هو سبط عبد الرحمن بن عوف المتوفى ببغداد و (ابن شهاب) هو الزهري و (أبو هريرة) سبق ذكرهم أيضاً. قوله:(سعيد بن المسيب) بفتح الياء على