للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ.

٢٧ - حَدَّثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ

ــ

قتال اليمامة في زمن الصديق رضي الله عنه فأشرف على صخرة ونادى يا معشر المسلمين من الجنة تفرون إلي أنا عمار بن ياسر وقطعت أذنه وهو يقاتل أشد القتال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملئ عمار إيماناً إلى أخمص قدميه وقال له أيضاً مرحباً بالطيب المطيب وقال أيضاً اهتدوا بهدى عمار وشهد صفين يذب عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وكانت الصحابة يومئذ يتبعونه حيث توجه لعلمهم بأنه مع الفئة العادلة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم له (تقتلك الفئة الباغية) وقتل بصفين ودفنه علي رضي الله عنه بثيابه حسبما أوصاه به ثمة ولم يغسله. قال صاحب الاستيعاب وروى أهل الكوفة أنه صلى عليه وهو مذهبهم في الشهداء أنهم لا يغسلونهم ولكن يصلى عليهم وذلك سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. قوله: (ثلاث) أي ثلاث خصال من جمعهن فقد جمع خصال الإيمان وإعرابه كما في قوله: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان. قوله: (الإنصاف) أي العدل يقال أنصفه من نفسه وانتصفت أنا منه و (للعالم) بفتح اللام أي لكل الناس من عرفت ومن لم تعرف. و (الإقتار) الافتقار يقال أقتر الرجل أي افتقر قال أبو الزناد جمع عمار في هذه الألفاظ الخير كله لأنك إذا أنصفت من نفسك فقد بلغت الغاية بينك وبين خالقك وبينك وبين الناس ولم تضيع شيئاً مما لله وللناس عليك وأما بذل السلام للعالم فهو لقوله: صلى الله عليه وسلم (وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) وهذا حض على مكارم الأخلاق واستئلاف النفوس وأما (الإنفاق من الإقتار) فهو الغاية في الكرم وقد مدح الله من هذه صفته بقوله: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) وهذا عام في نفقة الرجل على عياله وأضيافه وكل نفقة في طاعة الله تعالى وفيه أن نفقة المعسر على عياله أعظم أجراً من نفقة الموسر وأقول هذه الكلمات جامعة لخصال الإيمان كلها لأنها إما مالية أو بدنية والإنفاق إشارة إلى المالية المتضمنة للوثوق بالله تعالى والزهادة في الدنيا. والبدنية أما مع الله تعالى أي التعظيم لأمر الله وهو الاتصاف أو مع الناس أي الشفقة على خلق الله تعالى وهو بذل السلام. قوله: (قتيبة) على صيغة مصغر القتبة هو أبو رجاء بن سعيد بن جميل البغلاني منسوب إلى بغلان بفتح الموحدة وسكون الغين المعجمة قرية من قرى بلخ قيل أن جده كان مولى الحجاج بن يوسف فهو الثقفي مولاهم وقال ابن عدي اسمه يحيى وقتيبة لقب غلب عليه وقال ابن منده اسمه على روى له أصحاب الكتب السبعة أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة

<<  <  ج: ص:  >  >>