فَقَالَ «اخْسَا، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ». فَقَالَ عُمَرُ رضى الله عنه دَعْنِى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلّم «إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلا خَيْرَ لَكَ فِى قَتْلِهِ» وَقَالَ سَالِمٌ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضى الله عنهما يَقُولُ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم وَأُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ إِلَى النَّخْلِ الَّتِى فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئاً قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ فَرَآهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلّم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، يَعْنِى فِى قَطِيفَةٍ
ــ
بوزن فعل. قوله (الدخ) بضم الدال وتشديد الخاء الدخان وهو لغة فيه بعض نسخ البخاري قال أبو عبد الله أراد أن يقول الدخان فلم يمكنه لأنه كان في لسانه شيء قيل له فهو الدجال الأكبر قال لا وكان ولد له وكان يهودياً وكان حج أيضاً انتهى وزعم بعضهم أنه أراد أن يقول فزجره رسول الله صلى الله عليه وسلّم أو هاب منه فلم يستطع أن يخرج الكلمة تامة. الخطابي: لا معنى للدخان ليس هنا لأنه ليس مما يخبأ في كم أو كف بل الدخ ثبت موجود بين النخيلات إلا أن يكون معنى خبأت اضمر تلك اسم الدخان والمشهور أنه أضمر له آية الدخان وهي قوله تعالى (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) ويل كانت الآية مكتوبة في يده صلى الله عليه وسلّم وهو لم يهتد منها إلا لهذا اللفظ الناقص على عادة الكهنة ولهذا قال صلى الله عليه وسلّم له لن تجاوز قدرك وقدر أمثالك من الكهان الذين يحفظون من القاء الشيطان كلمة واحدة من جملة كثيرة مختلطة صدقاً وكذباً بخلاف الأنبياء فإنهم يوحى إليهم من علم الغيب وتحقيق الحقائق واضحاً جلياً. قوله (اخسأ) بالهمزة يقال خسأ الكلب أي بعد وهو خطاب زجر واستهانة أي اسكت صاغراً مطروداً (ولن تعدو) وفي بعضها بحذف الواو تخفيفاً أو بتأويل لن بمعنى لا أو لم قال ابن مالك في مشهد من الشواهد: الجزم بلن لغة حكاها الكسائي. قوله (أن يسكن هو) لفظ هو تأكيد للضمير المستتر وكان تامة أو وضع هو موضع إياه أو الخبر محذوف أي أن يكن هو دجالاً وفي بعضها أن يكنه والمختار في خبر باب كان الانفصال. قوله (يختل) بسكون المعجمة وكسر الفوقانية وباللام أي يطلب ابن صياد مستغفلاً له ليسمع شيئاً من