(منفوسة) أي مصنوعة مخلوقة و (مكانها) بالرفع والواو في (والنار) بمعنى أو و (شقية) بالرفع أيضاً أي هي شقية ولفظ (إلا) في المرة الثانية في بعضها مع الواو وفي بعضها بدونها وهذا نوع من الكلام غريب يحتمل أن يكون ما من نفس بدل ما منكم وإلا ثانياً بدل إلا أولاً وأن يكون من باب الملف والنشر وأن يكون تعميماً بعد تخصيص إذ الثاني في كل منهما أعم من الأول. قوله (على كتابنا) أي الذي قدر الله علينا و (نتكل) أي نعتمدي أصله نوتكل فأدغم بعد القلب. قوله (فسيصير) أي فسيجريه القضاء إليه قهراً ويكون مآل حاله ذلك بدون اختياره و (فسييسرون) ذكر لفظ الجمع باعتباره معنى الأهل فإن قلت: ما وجه مطابقة الجواب السؤال؟ قلت: حاصل كلامه أنا نترك المشقة الذي في العمل التي لأجلها يسمى بالتكليف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا مشقة ثمت إذ كل ميسر لما خلق له وهو يسير على من يسر الله عليه. فإن قلت: إذا كان القضاء الأزلي يقتضي ذلك فلم المدح والذم والثواب والعقاب؟ قلت: المدح والذم باعتبار المحلية لا باعتبار الفاعلية وهذا هو المراد بالكسب لمشهور عن الأشاعرة وذلك كما يمدح الشيء ويذم بحسنه وقبحه وسلامته وعاهته وأما الثواب والعقاب فكسائر العاديات فكما لا يصح عندنا أن يقال لم خلق الله الاحتراق عقيب مماسة النار ولم يحصل ابتداء؟ فكذا هنا. قال الطيبي: الجواب من الأسلوب الكيم منعهم صلى الله عليه وسلّم عن الاتكال وترك العمل وأمرهم بالتزام ما يجب على العبد من العبودية وإياكم والتصرف