قوله (سمعت أبى) فان قلت: أبوه محمد فروايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسل إذ لا بد من توسيط ذكر سعد حتى يصير مسندا متصلا. قلت: لفظ هذا هو إشارة إلى قول سعد فهو متصل. قوله (في حديثه) أي في جملة حديثه و (يجمع) بالباء الجارة وضم الجيم وسكون الميم حال أي ضرب بيده حال كونها مجموعة وفي بعضها فجمع بالفاء وفعل الماضي وفي بعضها مجمع بلفظ المفعل فان قلت فما توجيهه قلت يكون البين اسما لا ظرفا كقوله تعالى"لقد تقطع بينكم" على قراءة الرفع فيكون مجمع مضافا إليه. قوله (كتفي) يجوز فيه لغات ثلاث و (أقبل) أما من الإقبال وأما من القبول حسب الروايتين (وأي سعد) بمعنى يا سعد قال التيمي: في بعضها أقبل بقطع الألف كأنه لما قال ذلك تولى ليذهب فقال له أقبل ليتبين لك وجه الإعطاء والمنع وفي بعضها بوصل الألف أي اقبل ما أنا قائل لك ولا تعترض عليه وفي كثير من الروايات اقتالا منصوبا على المصدر أي أتقاتل قتالا أي تعارضني فيما أقول مرة كأنك تقاتل وإنما أعطى الرجل ليتألفه ليستقر الإيمان في قلبه علم انه أن لم يعطه قال قولا أو فعل فعلا دخل به النار فأعطاه شفقة عليه ومنع الآخر علما منه برسوخ الإيمان في صدره ووثوقا على صبره. قال ابن بطال: فيه الشفاعة للرجل من غير أن يسألها ثلاثا وفيه النهي عن القطع لأحد من الناس بحقيقة الإيمان وأن الحرص على هداية غير المهتدي آكد من الإحسان إلى المهتدي وفيه الأمر بالتعفف والاستغناء وترك السؤال أقول مناسبة الحديث للترجمة بما فيه من ترك السؤال ولعله مستفاد من ترك الرجل المشفوع له ذلك قوله (فكبكبوا) أي المذكور في سورة الشعراء معناه فكبوا بلفظ المجهول من الكب وهو الإلقاء على الوجه وفي بعضها قلبوا بالقاف واللام والموحدة (ومكبا) أي المذكور في سورة الملك