عام الخندق روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وستة وثلاثون حديثاً روى البخاري منها عشرة مات سنة خمسين بالكوفة في الطاعون والياً بها من قبل معاوية وولاه عمر رضي الله عنه البصرة مدة. قالوا وهو أول من وضع ديوان البصرة. قوله:(سمعت جريراً) فإن قلت ما وجهه إذ جرير ذات والمسموع هو الصوت والحروف فقط ثم القيام لا دخل له في أمر السماع ولو قال سمعت جريراً حمد الله لكان صحيحاً. قلت روى لفظ حمد الله مقدر بعده وتقديره سمعت جريراً حمد الله والمذكور بعده مفسر له. فإن قلت ما محل قام. قلت استئناف. قال الزمخشري في قوله: تعالى: "سمعنا منادياً" تقول سمعت رجلاً يتكلم فتوقع الفعل على الرجل وتحذف المسموع لأنك وصفته بما يسمع أو جعلته حالاً عنه فأغناك عن ذكره ولولا الوصف أو الحال لم يكن منه بُد وأن يقال سمعت كلامه. قوله:(فحمد الله) أي أثنى عليه بالجميل (وأثنى عليه) أي ذكره بالخير ويحتمل أن يراد بالحمد وصفه متحلياً بالكمالات وبالثناء وصفه متخلياً عن النقائص فالأول إشارة إلى الصفات الوجودية والثاني إلى الصفات العدمية أي التنزيهات. قوله:(عليكم باتقاء الله) أي الزموا اتقاءه وهو اسم من أسماء الأفعال. و (وحده) منصوب على الحالية وإن كان معرفة لأنه يؤول إما بأنه في معنى واحد وإما بأنه مصدر وحد يحد وحداً نحو وعد يُعد وعداً. قوله:(الوقار) بفتح الواو الحلم والرزانة (والسكينة) بفتح السين السكون والدعة وباتقاء الله إشارة إلى ما يتعلق بمصالح الدين والوقار والسكينة إلى ما يتعلق بمصالح الدنيا وإنما نصحهم بالحلم والسكون لأنه الغالب أن وفاة الأمير تؤدي إلى الفتنة والاضطراب من الناس والهرج والمرج وذكر الاتقاء لأنه ملاك الأمر ورأس كل خير. قوله:(حتى يأتيكم أمير) أي بدل هذا الأمير الذي مات. فإن قلت مقتضى لفظ حتى أن لا يكون بعد إتيان الأمير الاتقاء والوقار والسكون لأن حكم ما بعدها خلاف ما قبلها. قلت لا نسلم أن حكم ما بعدها خلاف ما قبلها سلمنا لكنه غاية للأمر بالاتقاء للأمور الثلاثة أو غاية للوقار والسكون لا للاتقاء أو غاية للثلاث وبعد الغاية يعني عند إتيان الأمير يلزم ذلك بالطريق الأولى وهذه مبنية على قاعدة أصولية وهو أن شرط اعتبار مفهوم المخالفة فقدان مفهوم الموافقة وإذا اجتمعا يقدم المفهوم الموافق على المخالف. قوله:(فإنما يأتيكم) أي الأمير. و (الآن) إما أن يريد به حقيقته فيكون ذلك الأمير جريراً نفسه لما روي أن المغيرة