ورد في القرآن مثل قوله تعالى «إنه ربي»، و «أذكرني عند ربك» قلت ذاك شرع من قبلنا، فإن قلت كما أنه لا رب حقيقة إلا الله لا سيد ولا مولى حقيقة أيضاً إلا الله فلم جاز هذا وامتنع ذلك؟ قلت الربوبية الحقيقية مختصة بالله تعالى بخلاف السادة فإنها ظاهرة أن بعض الناس سادات على الآخرين، وأما المولى فقد جاء بمعاني، بعضها لا يصح إلا على المخلوق. الخطابي: لا يقال أطعم ربك لأن الإنسان مربوب مأمور بإخلاص التوحيد وترك الإشراك معه فكره له المضاهاة بالاسم، وأما غيره من سائر الحيوان والجماد فلا بأس بإطلاق هذا الاسم عليه عند الإضافة كقولك رب الدابة والدار ولم يمنع العبد أن يقول سيدي ومولاي، لأن معه مرجع السيادة إذ بيد حسن التدبير لأمره ولأن حاصل جميع معاني المولى راجع إلى ولاية الأمر، لكن لا يقال السيد على الإطلاق ولا المولى من غير إضافة، وكذلك المالك لا يقول عبدي لما فيه من إيهام المضاهاة. قال ابن بطال: جاز أن يقول الرجل عبدي وأمتي لقوله تعالى: «والصالحين من عبادكم وإمائكم» وإنما نهى عنه على سبيل الغلظة لا على سبيل التحريم وكره ذلك لاشتراك اللفظ، إذ يقال عبد الله وأمة الله، وأما لفظة الرب وإن كانت مشتركة وتقع على غير الخالق نحو رب الدار فإنها تختص بالله في الغالب فوجب أن لا تستعمل في المخلوق، قال والتطاول على الرقيق مكروه لأن الكل عبيد الله تعالى فلما لم يكلفنا فوق طاقتنا وهو لطيف بعباده وجب أن نمتثل طريقه في عبيدنا، قوله (أعتق) أي العبد بتمامه وإلا فقد أعتق