الإسلام رفع الله درجته في دار السلام ونحن اقتفينا أثره وتلونا تلوه نرجو من فضل الله تعالى وكرمه أن يتقبل منا ويجعله سببا للنجاة ورفعة الدرجات يوم الدين في أعلى عليين فإنه جواد كريم رءوف رحيم قال البخاري رضي الله عنه ((حدثنا عبد الله بن يوسف)) أقول هو أبو عبد الله التنيسي بالتاء المثناة الفوقانية قم النون المكسورة الشديدة ثم الياء المثناة التحتانية والسين المهملة أصلاه من دمشق قال البخاري في تاريخه لقيته بمصر وقيل مات سنة سبع أو ثمان عشرة ومائتين وفي يوسف ستة أوجه: ضم السين وفتحها وكسرها مع الهمز وتركها قوله:: (مالك) هو إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك ابن أنس بن مالك بن انس بن أبي عامر الأصبحي المدني مناقبه أكثر من أن تعدّ وفضائله أظهر من أن تحد روى الترمذي بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يضرب الناس آباط المطي في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة وحمل سفيان بن عيينة وغيره هذا الحديث على مالك وقالوا هو العالم المذكور وهو جدير به كما قالوا , وقال البخاري أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر, وقال وهيب مابين المشرق والمغرب رجل آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك وأعلم أنه أحد الأئمة الستة أصحاب المذاهب المتبوعة في الأمصار وهم: هو وأبو حنيفة والشافعي واحمد وسفيان الثوري وداود الأصبهاني الظاهري وقد جمعهم الإمام أبو الفضل يحي الحصكفي الخطيب الشافعي فقال:
وإن شئت أركان الشريعة فاستمع ... لتعرفهم واحفظ إذا كنت سامعا
محمد والنعمان مالك أحمد ... وسفيان واذكر بعد داود ... تابعا
ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك وحمل ثلاث سنين يعني بقي في البطن هذه المدة ومات سنة تسع وسبعين ومائة بالمدينة ودفن بالبقيع رضي الله عنه , قوله:((عن هشام)) هو ابن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي القرشي الأسدي أبو المنذر وهو بكسر الهاء والشين المخففة وهو تابعي ولد سنة إحدى وستين وتوفي ببغداد زمن المنصور سنة ست وأربعين ومائة وأبوه هو عروة بضمّ العين المهملة التابعي الجليل المجمع على جلالته وإمامته وكثرة علمه وبراعته وهو أحد فقهاء المدينة السبعة وهم سعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ' والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق وسليمان بن يسار وخارجة بالخاء المعجمة والراء ثم الجيم ابن زيد بن ثابت وفي السابع أقوال هل هو أبو سلمة بن سالم أم أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام وقد جمعهم الشاعر على هذا القول الأخير فقال: