الحديث وتلقيه وهي على نوعين أحدهما المناولة المقرونة بالإجازة كما أن يرفع الشيخ إلى الطالب أصل سماعه مثلا ويقول هذا سماعي فأجزت لك روايته عني وهذه حالة محل السماع عند مالك والزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري فيجوز إطلاق حدثنا وأخبرنا فيهما والصحيح أنه منحط عن درجته وعليه أكثر الأئمة وثانيهما المناولة المجردة عن الإجازة بأن يناوله أصل سماعه كما تقدم ولا يقول له أجزت لك الرواية عني ولهذا لا تجوز الرواية بها على الصحيح ومراد البخاري من باب القسم الأول, قوله- ((إلى البلدان)) - أي إلى أهل البلدان وهذا على سبيل المثال وإلا فالحكم عام بالنسبة إلى أهل القرى والصحاري وغيرهما, فان قلت كلمة الانتهاء لابد لها من متعلق فما متعلقه, قلت الكتاب وهو المصدر ولفظ الكتاب يحتمل عطفه على المناولة وعلى ما يذكر وأعلم أن المكاتبة أيضا من أقسام طرق نقل الحديث وهي أن يكتب الشيخ إلى الطالب شيئا من حديثه وهي أيضا نوعان المقترنة بالإجازة والمجردة عنها والأولى في الصحة والقوة شبيهة بالمناولة المقروءة بالإجازة وأما الثانية فالصحيح المشهور فيها أنه تجوز الرواية بها بأن تقول كتب إلى فلان قال حدثنا فلان بكذا وقال بعضهم بجواز حدثنا وأخبرنا فيها, قوله- ((أنس)) - هو ابن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومر مرارا, وأما - ((عثمان)) - فهو أمير المؤمنين أحد الخلفاء الراشدين ذو النورين أحد العشرة المبشرة ابن عفاف بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأب الرابع أسلم قديما وهاجر الهجرتين تزوج ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم رقية وماتت ثم أم كلثوم روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وستة وأربعون ذكر البخاري منها أحد عشر قتل يوم الجمعة لثمان عشرة خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وهو ابن تسعين سنة ولى الخلافة ثنتي عشرة سنة وسيجيء بعض فضائله مع ما روى أنس في باب جمع القرآن أن حذيفة قدم على عثمان رضي الله عنه وهو يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق وقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالمصحف فننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إليه فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن زبير وسعيد بن العاصي وعبدالرحمن ابن حارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وردها عثمان إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا رضي الله عنهم, قوله- ((عبدالله)) - ابن عمر بن الخطاب أبو عبد