للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ. فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ

٦٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ

ــ

مدنيون. قوله (بعث بكتابه رجلا) أي بعث رجلا متلبسا بكتابه مصاحبا له واسم هذا الرجل عبد الله بن حذافة السهمي و (البحرين) بلفظ التثنية علم بلد قريب من جرون وقيس ولم يقل إلي ملك البحرين إذ لا ملك ولا سلطنة للكفار إذ الكل لرسول الله صلي الله عليه وسلم ولمن ولاه والفاء في (فدفعه) عاطفة علي مقدر أي فذهب إلي عظيم البحرين فدفعه إليه ثم بعثه العظيم إلي كسري فدفعه إليه ويسمي مثله بالفاء الفصيحة. قوله (كسرى) بفتح الكاف وكسرها لقب لملوك الفرس وقيصر للروم والنجاشي للحبشة وخاقان للترك وفرعون للقبط والعزيز لمصر وتبع لحمير. الجوهري: هو معرب خسرو وجمعه أكاسرة علي غير قياس لأن قياسه كسرون بفتح الراء. قوله (فلما قرأه) أي قرأ كسري الكتاب (مزقه) إلي آخره وفرقه والذي مزق الكتاب من الأكاسرة هو برويز بن أنو شروان قوله (فحسبت) أي قال الزهري ظننت. و (سعيد بن المسيب) علي المشهور بفتح الياء أمام التابعين فقيه الفقهاء مر في باب الإيمان هو العمل. قوله: (فدعا) أي رسول الله صلي الله عليه وسلم (عليهم) أي علي كسري وأتباعه. دعا عليه إذا كان بالشر ودعا له إذا كان بالخير. قوله (كل ممزق) بفتح الزاي مصدر كالتمزيق ومنه قوله تعالي «مزقناهم كل ممزق» ومعناه أن يفوقوا كل نوع من التمزيق يقال في التاريخ أن ابنه شيرويه قتله بأن مزق بطنه ثم لم يلبث بعد قتله إلا ستة أشهر يقال برويز لما أيقن بالهلاك وكان مأخوذا عليه فتح خزانة الأدوية وكتب علي حفة السم الدواء النافع للجماع وكان ابنه مولعا بذلك فاحتال في هلاكه فلما قتل أباه فتح الخزانة فرأي الحفة فتناول منها فمات من ذلك السم ولم يقم لهم بعد الدعاء عليهم أمر نافذ بل أدبر عمهم الإقبال ومالت عنهم الدولة وأقبلت عليهم النحوس حتي انقرضوا عن آخرهم في خلافة عمر رضي الله عنه حين توجيهه سعد بن أبي وقاص إلي العراق. فإن قلت الحديث كيف دل علي الترجمة. قلت وجه دلالته علي الجزء الثاني منها ظاهر وأما الجزء الأول فدل عليه الكتاب الذي ناول أمير السرية وفي الحديث مكاتبة الكفار ودعائهم إلي الإسلام وجواز العمل بالكتاب وخبر الواحد وجواز الدعاء عليهم حين أساءوا الأدب وأهانوا الدين. قال ابن بطال: فيه أن الرجل الواحد يجزي في حمل كتاب الحاكم إلي الحاكم وليس فيه شرط أن يحمله شاهدان كما يصنع القضاة اليوم وإنما حملوا علي شاهدين لما داخل الناس من الفساد فاحتبط لتحصين الدماء والفروج والأموال

<<  <  ج: ص:  >  >>