قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيباً يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ
ــ
سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري مولاهم أبو عثمان المصري كان من أعلم الناس بالأنساب والتواريخ أديبا فصيحا حاضر الحجة لا تمل مجالسته ولا ينزف عليه وكان بلي نقابة الأنصار والقسم عليهم بمصر مات سنة تسع وعشرين ومائتين. قوله (ابن وهب) أي عبد الله بن وهب بن مسلم المصري أبو القرشي روي أن مالكا لم يكتب إلي أحد وعنونه بالفقيه إلا إليه قال إني نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أصوم يوما فأجهدني وفي رواية فهان علي كنت أغتاب وأصوم فنذرت كلما اغتبت أتصدق بدرهم فمن حب الدرهم تركت الغيبة وقرئ عليه كتاب أهوال القيامة فخر مغشيا عليه فلم يتكلم بكلمة حتي مات بعد أيام توفي بمصر سنة سبع وتسعين ومائة. قوله (يونس) أي ابن يزيد الأيلي بفتح الهمزة وبالمثناة التحتانية القرشي وكان الزهري إذا قدم أيلة نزل علي يونس وتقدم في أول كتاب الوحي وكذا (ابن شهاب) أي الزهري. قوله (حميد) بصيغة المصغر أبو إبراهيم أو بو عبد الرحمن أو أبو عثمان بن عبد الرحمن وعرف أحد العشرة المبشرة القرشي الزهري المدني مر في باب تطوع قيام رمضان قوله (معاوية) هو ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمي بن عبد مناف القرشي أبو عبد الرحمن هو وأبوه من مسلمة الفتح روي له عن رسول الله صلي الله عليه وسلم مائة حديث وثلاثة وستون حديثا ذكر البخاري منها ثمانية مات بدمشق سنة ستين وتولي الشام في زمن عمر رضي الله عنه ولم يزل بها متوليا حاكما إلي أن ملت وذلك مدة ربعين سنة وفي آخر عمره أصابته لقوة وكان يقول ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوي ولم أل من هذا الأمر شيئا وكن عنده أزار رسول الله صلي الله عليه وسلم وردائه وقميصه وشيء من شعره وأظفاره فقال كفنوني في قميصه وأدرجوني في ردائه وأزروني بإزاره واحشوا منخري وشدقي ومواضع الجود مني بشعره وأظافره وحلوا بيني وبين أرحم الراحمين. قوله (خطبنا) حال من المفعول لا من الزمخشري تقول سمعت رجلا يقول كذ فتوقع الفعل علي الرجل وتحذف المسموع لأنك وصفته بما يسمع أو جعلته حالا عنه فأغناك عن ذكره ولولا الوصف أو الحال لم يكن منه بد وأن يقال سمعت قول