في الشيب والله أعلم بحقيقة الحال. قوله (الحميدي) بصيغة التصغير منسوبا هو أبو بكر عبد الله ابن الزبير بن عيسي المكي القرشي صاحب الشافعي وأخذ عنه ورحل معه إلي مصر ولما مات الشافعي رجع إلي مكة وكان رئيس أصحاب سفيان بن عيينة في أول إسناد هذا الكتاب. قوله (سفيان) هو ابن عيينة ومر مرارا. و (إسماعيل) هو أبو عبد الله بن أبي خالد بالخاء المعجمة اسمه هرمز أو سعيد أو كثير بالمثلثة وهو مجلي بالموحدة والجيم المفتوحتين أحمسي بالحاء والسين المهملتين كوفي تابعي وكان يسمي بالميزان وكان طحانا مر في باب المسلم من سلم المسلمون. قوله (علي غير ما حدثناه الزهري) برفع الزهري لأنه فاعل حدث والغرض من ذكره الإشعار بأنه سمع ذلك من إسمعيل علي وجه غير الوجه الذي سمع من الزهري إما مغايره في اللفظ وإما مغايرة في الإسناد وإما في غير ذلك وفائدته التقوية والترجيح بتعداد الطرق. قوله (قيس) بفتح القاف وبالسين المهملة هو أبو عبد الله بن أبي حازم بالحاء المهملة والزاي واسمه عوف بن الحارث الصحابي البجلي الأحمسي الكوفي وقيس أدرك الجاهلية وأسلم وجاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم ليبايعه فوجده قد توفي وهو في الطريق وليس في التابعين من روي عن العشرة المبشرة إلا هو وقيل لم يرو عن عبد الرحمن بن عرف تقدم في باب الدين نصيحة، وقال معاوية بن صالح قيس أوثق من الزهري. قوله (لا حسد إلا في اثنتين) أي لا حسد في شيء إلا في اثنتين. فإن قلت ما هذه الظرفية وكيف هي والحسد موجود في الحاسد لا فيهما قلت معناه لا حسد للرجل إلا في شأن اثنتين. فإن قلت الحسد قد يكون في غيرهما فكيف يصح الحصر قلت المقصود لا حسد جائز في شيء إلا في اثنتين أولا رخصة في الحسد إلا في اثنتين. فإن قلت لا حسد إلا في غير هذين الاثنين فأن ما فيهما غبطة لا حسد. قلت أطلق الحسد وأراد الغبطة ولهذا عبر البخاري عنه بلفظ الاغتباط. الخطابي: معني الحسد ههنا شدة الحرص والرغبة بالحسد عنهما لأنه سببه والداعي إليه ومعني الحديث الترغيب في التصدق بالمال وتعليم العلم وقيل أن فيه تخصيصا لإباحة نوع من الحسد وإخراجا له من جملة ما حظر منه وإنما فيهما لما يتضمن مصلحة في الدين