للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَا وَصَاحِبِى هَذَا فِى صَاحِبِ مُوسَى الَّذِى سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَانَهُ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «بَيْنَمَا مُوسَى فِى مَلإٍ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ مُوسَى لَا. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى بَلَى، عَبْدُنَا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ، فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ، وَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِى الْبَحْرِ، فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى

ــ

(وصاحبي) أي الحر بن قيس. و (لقبه) بضم اللام وكسر القاف وبالياء الشديدة يقال لقيته لقاء بالمد ولقا بالضم والقصر بالتشديد بمعني واحد. و (الملأ) بالقصر الجماعة. و (بني إسرائيل) أي أولاد يعقوب قوله (يلي عبدنا خضر) وفي بعضها بل عبدنا الخضر. فإن قلت خضر علم فكيف داخل عليه آلة التعريف. قلت قد يتأول العلم الواحد من الأمة المسماة به فيجري مجري رجل وفرس فيجري علي إضافته وعلي إدخال اللام عليه ثم بعض الأعلام دخول لام التعريف عليه لازم نحو النجم للثريا وبعضها غير لازم نحو الحارث والخضر من هذا القسم. فإن قلت فعلي رواية بل لا بد له من معطوف عليه مضروب عنه فما ذلك المعطوف. قلت مقدر أي رأي أوحي الله تعالي إليه. لا تقل لا بل قل عبدنا خضر أي قل الأعلم عبدنا خضر. فإن قلت فالقياس حينئذ أن يقال عبد الله لا عبدنا. قلت ورد علي طريقة الحكاية عن قول الله تعالي. فإن قلت لم ما عطفت علي المذكور في كلام موسي. قلت لما اختلف في جواز كون المعطوف في كلام متكلم والمعطوف عليه في كلام آخر: قوله (فسأل موسي السبيل إليه) أي قال فادللني اللهم عليه (فجعل الله له الحوت آية) أي علامة لمكان الخضر ولقائه وذلك لما قال موسي أين أطلبه قال الله له علي الساحل عند الصخرة قال يا رب كيف لي به قال تأخذ حوتا في مكتل فحيث فقدته فهو هناك فقيل أخذ سمكة مملوحة وقال لفتاه إذا فقدت الحوت في المكتل فأخبرني فكان يمشي ويتبع أثر الحوت أي ينتظر فقدانه فرقد موسي فاضطرب الحوت ووقع في البحر وقيل أن يوشع حمل الخبز والحوت في المكتمل فنزلا ليلة علي شاطئ عين تسمي عين الحياة فلما أصاب السمكة روح الماء وبرده

<<  <  ج: ص:  >  >>