للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ»

٣١٩٣ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حدثنا

ــ

قوله (ممن استثنى الله) أي في قوله تعالى (فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله) فإن قلت سبق آنفاً أنه قال لا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور. قلت لا منافاة بينهما أو من شاء الله عام والمجازى بالصعقة الطورية داخل تحت عمومه ومر في أول كتاب الخصومات. قوله (خطيئتك) أي الأكل من الشجرة المنهي عنها بقوله (لا تقربا هذه الشجرة) وجاز في مثله أخرجتك وأخرجته بالخطاب والغيبة كقوله * أنا الذي سمتني أمي حيدرة* ولفظ (مرتين) يتعلق يقال آدم بالرفع باتفاق الرواة أي غلبه بالحجة وظهر عليه فيها. الخطابي: أنه حجة آدم في دفع اللوم إذ ليس لأحد من الآدميين أن يلوم أحداً به وأما الحكم الذي تنازعاه فإنما هما في ذلك على سواء إذ لا يقدر أحد أن يسقط الأصل الذي هو القدر ولا أن يبطل الكسب الذي هو السبب ومن فعل واحداً منهما فقد خرج عن القصد إلى أحد الطرفين مذهب القدر أو الجبر وفي قوله (آدم) استصغار لعلم موسى إذ جعلك الله بالصفة التي أنت فيها من الاصطفاء بالرسالة والكلام فكيف يسعك أن تلومني على القدر الذي لا مدفع له وحقيقته أنه دفع حجة موسى الذي ألزمه بها اللوم وذلك أن الاعتراض والابتداء بالمسألة كان من موسى وعارضه آدم بأمر دفع اللوم فكان هو الغالب. النووي: معناه أنك تعلم أنك مقدر فلا تلمني وأيضاً اللوم شرعي لا عقلي وإذ تاب الله عليه وغفر له زال عنه اللوم فمن لامه كان محجوجاً بالشرع فإن قيل فالعاصي منا لو قال هذه المعصية كانت بتقدير الله لم تسقط عنه الملامة قلنا هو باق في دار التكليف جار عليه أحكام المكلفين وفي لومه زجر له ولغيره عنها وأما آدم فحيث خارج عن هذه الدار وعن الحاجة إلى الزجر فلم يكن في هذا القول فائدة سوى التخجيل ونحو هذا وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>