والآباط غالباً و (الرجس) القذر و (لا تقدموا) بفتح الدال. فإن قلت ما وجه الجمع بين لا تخرجوا فراراً ولا يخرجنكم إلا فراراً ظاهرهما متناقض قلت غرضه أن أبا النضر فسر لا تخرجوا فراراً بأن المراد منه الحصر أي الخروج المنهي عنه هو الذي يكون لمجرد الفرار لا لغرض آخر فهو تفسير للمعلل المنهي عنه لا للنهي أو أنه زاد بعد رواية لا تخرجوا فراراً لا يخرجكم إلا الفرار فيكون أيضاً تفسيره نقلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من تلقاء نفسه ولو ثبت زيادة إلا في كلام العرب فوجهه ظاهر. قال النووي: روى لا يخرجكم إلا فرار بالرفع والنصب وكلاهما مشكل لأن ظاهره المنع من الخروج لكن سبب لا للفرار وهذا ضد المراد قال بعضهم لفظة إلا هنا غلط من الراوي وصوابه حذفها كما هو المعروف في الروايات ووجه طائفة النصب فقالوا هو حال وكلمة إلا للإيجاب لا للاستثناء وتقديره لا تخرجوا إذا لم يكن خروجكم إلا فراراً منه وفيه التسليم لقضاء الله ومنع القدوم على بلد الطاعون ومنع الخروج منه فراراً من ذلك وأما الخروج لعارض فلا بأس به. قوله (داود بن أبي الفرات) بضم الفاء وتخفيف الراء وبالتحتانية المروزي ثم البصري مات سنة سبع وستين ومائة و (عبد الله بن بريدة) مصغر البردة بالراء والمهملة ابن الحصيب بالمهملة قاضي مرو تقدم في الحيض و (يحيى بن يعمر) بفتح الفوقانية والميم وسكون المهملة وبالراء البصري النحوي القاضي أيضاً بمرو التابعي الجليل. قوله (من أحد) من زائدة وإلا كان استثناء منه وفي الحديث بيان