٩٥ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الصَّلَاةَ صَلَاةَ
ــ
هذا التركيب يشعر بالاستمرار و (بكلمة) أي بجملة مفيدة ولفظ (فسلم) ليس جوابا لا ذابل الجواب هو سلم وفسلم من تتمة الشرط. الخطابي: أما إعادته الكلام ثلاثا فإما لأنه كان بحضرته من يقصر فهمه عن حفظ ما يقوله فيكرر القول ليقع به الفهم إذ هو مأمور بالبيان والتبليغ وإما لأن القول الذي يتكلم بن نوع من الكلام المشكل فأراد دفع الأشكال وإزالة الشبهة منه وأما تسليمه ثلاثا فيشبه أن يكون ذلك عند الإستئذان وقد روي عن سعد أن النبي صلي الله عليه وسلم جاءه وهو في بيته فسلم فلم يجبه ثم سلم ثانيا فلم يجبه ثم سله ثالثا فانصرف فخرج سعد وتبعه فقال يا رسول الله سمعت بأذني تسليمك ولكن أردت أن أستكثر من بركة تسليمك وروي أيضا أنه قال صلي الله عليه وسلم إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع قيل وفيه نظر لأن تسليمة الإستئذان لا تثني إذا حصل الأذن بالأولي ولا تثلث إذا حصل بالثانية ثم أنه ذكره بحرف إذا المقتضية لتكرار الفعل كرة بعد أخري وتسليمه ثلاثا علي باب سعد أمر نادر لم يذكر عنه في غير هذا الحديث والوجه فيه أن يقال معناه كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا أتي علي قوم سلم عليهم تسليمة الإستئذان وإذا دخل سلم تسليمة التحية ثم إذا قام من المجلس سلم تسليمة الوداع وهذه التسليمات كلها مسنونة م كان النبي صلي الله عليه وسلم يواظب عليها ولا مزيد في السنة علي هذه الأقسام وأقول حرف إذا لا يقتضي تكرار الفعل إنما المقتضي له من الحروف هي كلما فقط نعم التركيب مفيد للاستمرار ثم ما قال هو أمر نادر لم يذكر في غيره ممنوع فكيف وقد صح حديث إذا استأذن أحدكم. قال لبن بطال: إنما كان يكرر الكلام والسلام إذا خشي ألا يفهم عنه أولا يسمع سلامه أو أراد الإبلاغ في التعليم أو الزجر في الموعظة وفيه أن الثلاث غاية ما يقع به البيان والإعتذار. قوله (مسدد) بالسين المهملة. و (أبو عوانة) بفتح العين المهملة و (أبو بشر) بالشين المعجمة و (ماهك) مصروف وغير مصروف وتقدموا. قوله (فأدركنا) بفتح الكاف و (أرهقنا) بسكون القاف وفي بعض النسخ أرهقنا وسبق شرح الحديث بما يتعلق به في