خلافة أبي جعفر المنصور. قوله (سعيد ابن أبي سعيد المقبري) بفتح الباء وضمها وإن كان الأصل الكسر أبو سعيد المدني مر في باب الدين يسر ورواة هذا الحديث بأجمعهم مدنيون. قوله (قال يا رسوا الله) وفي بعضها قال قيل يا رسول الله و (الشفاعة) مشتقة من الشفع وهو ضم الشيء إلي مثله كأن المشفوع له كان فردا فجعله الشفيع شفعا بضم نفسه إليه والشفاعة الضم إلي آخر معاونا له وأكثر ما تستعمل في انضمام من هو أعلي مرتبة إلي من هو أدني. قوله (لقد ظننت) اللام فيه جواب قسم محذوف و (يا باهريرة) أصله يا أبا هريرة فحذفت الهمزة تخفيفا. قوله ز (يسألني) بضم اللام وفتحها لأن كلمة أن إذا وقعت بعد الظن يجوز في مدخولها الوجهان الرفع والنصب. و (أول) اختلف في أنه أفعل أو فوعل والصحيح الأول واستعماله بمن من جملة أدلة صحته وهو منصوب لأنه في حكم الظرف وقعت حالا ويجوز الرفع بأنه صفة أحد قال سيبويه هو بمنزلة أقدم منك. قوله (لما رأت) ما موصولة والعائد محذوف م من بيانية أو مصدرية تبعيضية مفعول رأيت أي لرؤيتي بعض حرصك. قوله (من قال لا إله إلا الله) احترازا من المشرك وخالصا من قلبه احترازا من المنافق. فإن قلت المشرك والمنافق لا سعادة لهما وأفعل التفضيل يدل علي الشركة. قلت الأفعل بمعني الفعيل يعني سعيد الناس كقولهم الناقص والأشج أعدلا بني مروان يعني عادلا بني مروان أو هو بمعناه الحقيقي المشهور في التفضيل بحسب المراتب أي هو أسعد بمن لم يكن في هذه المرتبة من الإخلاص المؤكد البالغ غايته والدليل علي إرادة تأكيده ذكر القلب إذ الإخلاص معدنه القلب ففائدته التأكيد كما في قوله تعالي فإنه آثم قلبه. الكشاف: فأن قلت هلا أقتصر علي قوله فإنه آثم وما فائدة ذكر القلب والجملة هي الآثمة لا القلب وحده. قلت كتمان الشهادة هو أن يضمها ولا يتكلم بها ولما كان آثما مقترفا بالقلب أسند إليه لآن إسناد الفعل إلي الجارحة التي يعمل بها