للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئاً لَا تَعْرِفُهُ إِلَاّ رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، وَأَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ». قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ أَوَ لَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيرًا) قَالَتْ فَقَالَ «إِنَّمَا ذَلِكَ

ــ

قوله {نافع بن عمر} بن عبد الله الحافظ القرشي المكي الحمجي بضم الجيم وفتح الميم وبالحاء المهملة مات بمكة سنة تسع وتسعين ومائة. قوله {ابن أبي مليكة} أي عبيد الله بن أبي مليكة بصيغة التصغير في باب خوف المؤمن أن يحبط عمله. قوله {عائشة} أي الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما سبق ذكرها في أول الصحيح وهذا الإسناد مما استدركه الدارقطني على البخاري ومسلم قال اختلفت الرواة فيه عن ابن أبي مليكة فروى عنه عن عائشة وروى عنه عن القاسم عن عائشة وأقول هدا استدراك ضعيف لأنه محمول على أنه سمعه عنها بالواسطة وبدون الواسطة فرواه بالوجهين فالاستدراك مستدرك. قوله {كانت لا تسمع} فان قلت كانت للماضي ولا تسمع للمضارع فكيف اجتماعها. قلت كانت هنا لثبوت حبرها دائما والمضارع للاستمرار فيتناسبان لو جيء بلفظ المضارع استحضارا للصورة الماهية وحكاية عنها فلفظه وإن كان مضارعا لكن معناه على الماضي. فإن قلت ألا راجعت استثناء متصل أو منقطع. قلت متصل وراجعت هو صفة الموصوف محذوف أي كانت لا تسمع شيئا مجهولا موصوفا بصفة ألا موصوفا بأنه مرجوع فيه قوله {وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حوسب عذب} عطف على قوله أن عائشة وأعلم أن هدا القدر من كلام ابن أبي مليكة مرسل إذ لم يسنده إلى صحابي. قوله {أو ليس يقول الله تعالى} فإن قلت همزة الاستفهام تقتضي الصدارة وحرف العطف يقتضي عدم الصدارة فما تقديره. قلت هنا وفي أمثاله مقدر هو المعطوف عليه وهو مدخول الهمزة نحو أكان كذلك وليس يقول بمعنى لا فكأنه قيل أولا يقول الله وإما أن يكون فيه ضمير الشأن. قوله {يسيرا} أي سهلا هنا لا يتناقش فيه ولا يعترض بما يشق عليه كما يناقش أصحاب الشمال ووجه المعارضة أن الحديث عام في تعذيب كل من حوسب والآية على عدم تعذيب بعضهم وهم أصحاب اليمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>