الجوهري: قولهم أنا أعمد من كذا أي أعجب منه ومنه قول أبي جهل أعمد من سيد قتله قومه والعرب تقول أعمد من كل محق أي هل زاد على هذا يعني ليس قتلكم لي إلا قتل رجل قتله القوم لا يزيد على ذلك ولا هو فخر لكم ولا عار علي. قوله (ابنا عفراء) بفتح المهملة وسكون الفاء وبالراء وبالمد هي اسم الأم وأما اسم أبيها فهو الحارث بن رفاعة النجاري، وأما اسمهما فأحدهما معاذ والآخر معوذ بلفظ الفاعل من التفعيل بإهمال العين وإعجام الذال ولهما أخ ثالث اسمه عوف وهو أيضا كان شاهد الوقعة وقد قيل أنه أحدهما. فإن قلت تقدم في كتاب الجهاد في باب من لم يخمس الأسلاب أن معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح هما قتلاه وقال في الاستيعاب أن معاذ بن عمرو هو الذي قطع رجل أبي جهل وصرعه ثم ضربه معوذ بن عفراء حتى أثبته ثم تركه وبه رمق فدفف عليه عبد الله بن مسعود وحز رأسه فما وجه الجمع بين الأقاويل الثلاث. وقال النووي: قتله معاذ ابن عمرو وابن عفراء قلت لعل القتل كان بفعل الكل فأسند كل راو إلى ما رآه من الضرب أو من زيادة الأثر على حسب اعتقاده وقال ابن عبد البر في الاستيعاب الأصح أنه قد ضربه ابنا عفراء حتى برد أي مات و (أبا جهل) منصوب بالنداء أي أنت مصروع يا أبا جهل أو على مذهب من يقول ولو ضربه بأبا قبيس أو تقديره أنت تكون أبا جهل. فإن الأصح أن أنسالم يشهد بدرا قلت هو من مراسيل الصحابة. قوله (محمد بن المثنى) ضد المفرد و (ابن أبي عدي) بفتح المهملة الأولى