جمع ولم يقل أن أخواني. قلت يريد به نفسه وأمثاله والمراد من الأخوة أخوة الإسلام. قوله (المهاجرين) أي الذين هاجروا من مكة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و (الأنصار) أي أصحاب المدينة الذين آووا ونصروا. قوله (يشغلهم) بفتح الياء وفتح الغين وحكى ضم الياء وهو غريب و (الصفق) هو كناية عن التبايع يقال صفقت له بالبيع صفقاً أي ضربت يدي على يده للعقد. و (بالأسواق) أي في الأسواق والسوق يؤنث ويذكر وسميت به لقيام الناس فيها على سوقهم والعمل في الأموال يريد به الزراعة. قوله (ليشبع) وفي بعضها لشبع بطنه أي كان يلازمه قانعاً بالقوت لا مشتغلاً بالتجارة ولا بالزراعة (يحضر ما لا يحضرون) من أحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ويحفظ ما لا يحفظون) من أقواله وهذا إشارة إلى المسموعات وذلك إشارة إلى المشاهدات ويحضر إما عطف على ليشبع فينصب وإما على يلزم فيرفع وإما حال. فإن قلت هل يلزم من هذا الحديث بحسب الظاهر معارضته لما تقدم حيث قال ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من أحد أكثر حديثاً مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو قلت لا لأن عبد الله كان أكثر تحملاً وأبا هريرة كان أكثر رواية. فإن قلت كيف يكون أكثر تحملاً وهو داخل تحت عموم المهاجرين قلت هو أكثر من جهة ضبطه بالكتابة وتقييده بها وأبو هريرة أكثر من جهة مطلق السماع قال ابن بطال فيه حفظ العلم والمواظبة على طلبه وفيه فضيلة أبي هريرة وفضل التقلل من الدنيا وإيثار طلب العلم على طلب المال وفيه جواز الإخبار عن نفسه بفضيلته إذا اضطر إلى ذلك وأقول وجواز إكثار الأحاديث وجواز التجارة والعمل وجواز الاقتصار على الشبع وقد تكون مندوبات وقد تكون واجبات بحسب الأشخاص والأوقات. قوله (حدثنا أحمد بن أبي بكر) القاسم بن الحارث بن زرارة بتقديم الزاي على الراءين مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو مصعب المدني الفقيه قال ابن بكار مات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافع سنة اثنتين وأربعين ومائتين قوله (محمد بن إبراهيم بن دينار)