للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ - قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِكُفْرٍ - لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ، وَبَابٌ يَخْرُجُونَ». فَفَعَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ

ــ

(الكعبة) أي في شان الكعبة وسميت بها الكعوب النشورة وهي ناشرة من الأرض الجوهري سميت بذلك لتربيعها يقال برد مكعب أي فيه وشي مربع. قوله) عهدهم (هو فاعل حديث وحديث خبر المبتدأ. فان قلت تقرر في القوانين النحوية أن الخبر بعد لولا مما التزم فيه حذفه فما باله لم يحذف هنا قلت ذلك إذا كان الخبر عاما إما لو كان خاصا لا يجب حذفه قال:

ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم اشعر من لبيد

وفي بعضها لولا أن قومك بزيادة المخففة. قوله قال) ابن الزبير (فان قلت هذا الكلام لا دخل له لصحة إن يقال لولا قومك حديث عهدهم بكفرهم لنقضت بل ذكره مخل لعدم انضباط الكلام معه قلت ليس مخلا إذ غرض الأسود أنى لما وصلت إلى لفظ عهدهم فسر ابن الزبير الحداثة بالحداثة إلى الكفر فيكون لفظ بكفر فقط من كلام ابن الزبير والباقي من تتمة الحديث إذ غرضه أنى لما رويت أول الحديث بادر ابن الزبير إلى رواية أخره إشعارا بان الحديث معلوم له أيضا وان الأسود أشار إلى أول الحديث كما يقال قرأت الم ذلك الكتاب وأراد به السورة باتهامها فبين ابن الزبير أن أخره ذلك فان قلت فالقدر الذي ذكر ابن الزبير هل هو موقوف عليه. قلت اللفظ يقتضي الوقوف لم يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن السياق يدل على انه مرفوع والروايات الأخر أيضا دالة على رفعه. فان قلت فالحديث من أيهما واصل إلينا. قلت هو ملفق من صحابيين أوله من عائشة وأخره من ابن الزبير. قوله) بابا (هو بالنصب بدل أو بيان لبابين وفي بعضها بالرفع أي احدهما باب يدخله الناس والأخر باب يخرجون منه وضمير المفعول محذوف من يدخل أو هو من باب تنازع الفعلين يعنى يدخل ويخرجون منه. قوله) ففعله (أي المذكور من النقض وجعل البابين، قال ابن بطال فيه انه قد يترك يسير من الأمر بالمعروف إذا خشي منه أن يكون سببا لفتنة قوم ينكرونه وفيه أن النفوس يجب أن تساس بها إلى ما تأنس إليه في دين الله من غير الفرائض قال أبو الزناد إنما خشي أن تنكره قلوب الناس لقرب عهدهم بالكفر ويظنون إنما فعل ذلك لينفرد بالفخر دونهم وقد روى أن قريشا حين بنت البيت في الجاهلية تنازعت فيمن يجعل الحجر الأسود في موضعه فحكموا أول رجل يطلع عليهم فطلع النبي صلى الله عليه وسلم فرأى أن يوضع الحجر في ثوب وأمر كل قبيلة أن

<<  <  ج: ص:  >  >>